أعيد هنا نشر نثار كتبته في صحيفة الرياض بتاريخ3/9/2008 ، قبل أن ينتخب أوباما رئيسا للولايات المتحدة : " فرغت للتو من قراءة كتاب باراك اوباما Dreams from my father أي " أحلام من أبي " والكتاب صدر في عام 1995 أي قبل أن يصبح عضوا في مجلس الشيوخ ، وبالطبع قبل أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ، والكتاب يصور إنسانا يتعاطف مع المسحوقين وخاصة السود، ويناضل من أجل قضاياهم ، ويفتخر بأصوله الأفريقية ، بل ويذهب إلى كينيا ليتعرف على أقربائه ، ورغم أنه يكتشف أنهم كالسود في الولاياتالمتحدة مهمشون ، إلا أنه يفتخر بالدماء التي تجري في عروقه وعروقهم ، وحين يتحدث عن اندونيسيا التي قضى فيها شطرا من طفولته ، فإنه يتعاطف بل ويتماهى مع المسحوقين فيها ، كما أن الكتاب يصور إنسانا يتحدى المؤسسة البيروقراطية الحاكمة ، ويعرّي عدم اكتراثها بقضايا الناس ، هذا هو أوباما الذي يقدمه لنا الكتاب ، ومن الواضح أنه غير اوباما المرشح للرئاسة الذي يؤيد اسرائيل تأييدا أعمى ، ويطالب بجعل القدس عاصمة دائمة لإسرائيل ، دون أن يكترث بوجود أكثر من مليون فلسطيني يعيشون في الفقر والشتات محرومين من العودة إلى وطنهم ، وليس هناك أدل على أن اوباما تغير من أنه اختار رجلا من المؤسسة البيروقراطية نائبا له ، وهو جوزيف بايدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ، وهي اللجنة التي زايدت دائما على الرئاسة الأميركية في تأييدها لإسرائيل ، والذي يشاطر المحافظين الجدد في أفكارهم ، ومرة أخرى : ياأوباما لقد تغيرت "