وهذا ثاني نثار أكتبه عن أوباما الذي تغير، وكان أول نثار كتبته عنه يوم اختار جوزيف بايدن نائبا له، فأوباما قدم نفسه للناخبين حاملاً شعار التغيير، تغيير الأمر الواقع في واشنطن، أو تغيير سياسة Business as usual، فبايدن هذا واحد من أركان هذا الواقع.. ما أعنيه أن الذي تغير هو أوباما وليس واشنطن، وهو تغيير ترسخ بتعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، وإبقاء روبرت غيتس في وزارة الدفاع وسوزان رايس مندوبة في هيئة الأممالمتحدة، وهؤلاء لا يختلفون في سياستهم واتجاهاتهم عن الزمرة الحاكمة في واشنطن، بل إن غيتس واحد من هذه الزمرة، وهيلاري كلينتون بالذات مثل بايدن أيدت الحرب على العراق وقد يقال إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة ثابتة لا تتغير بتغير الرؤساء، وأن التغيير المنشود سيكون بالذات في الاقتصاد الذي تعاني اميركا في هذه الأيام من ركوده، لكن مثل هذا التغيير لم يحدث إذ تم اختيار لورنس سومرز كبيرا للمستشارين الاقتصاديين أو قائدا لفريق اوباما الاقتصادي، وهو وجه قديم إذ كان وزيرا للخزانة في عهد الرئيس كلينتون، ما المهم ؟ المهم هو واقعنا ؟ فهل نتعامل كعرب مع اوباما ككتلة واحدة ذات موقف واحد، كما فعلت اوروبا أو الاتحاد الأوروبي الذي قدم للرئيس اوباما وثيقة شرح فيها وجهة نظر واحدة يتفق عليها كل الأوربيين، وهي إقامة العلاقات بين اوربا وبين الولاياتالمتحدة على أساس تعدد الأطراف، وليس على أساس تسيد قطب واحد كما فعل بوش . المهم أن نغير ما بأنفسنا وليس أن يتغير اوباما