ما يحدث في غزة هو قتل جماعي بكل ما في الكلمة من معنى، وهو قتل جماعي لا مبرر له، وما يقال وهذا ما قالته فعلا وزيرة الخارجية الأميركية وما قاله أيضا المتكلم باسم البيت الأبيض من أنه رد فعل على إلقاء الصواريخ على جنوب اسرائيل لغو لا أساس له من الحقيقة فإلقاء الصواريخ جاء أولاً كرد فعل على مقتل بعض الفلسطينيين وعلى الحصار القاتل على غزة، ثم إن هذه الصواريخ التي لم تقتل سوى إسرائيلي واحد لا تبرر ما حدث في غزة، ومقتل أكثر من 300فيها، ومع الأسف، ولو أن هذا كان منتظراً، لم يصدر حتى كتابة هذه السطور أي تعليق من أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون على ما حدث، وهذا مؤشر على أن سياسة الولاياتالمتحدة نحو ما يحدث في المنطقة لن تتغير بل ستسير نحو الأسوأ، وهذا الموقف من اوباما وكلينتون فضلا عن الموقف السلبي للمجتمع العالمي سيشجع اسرائيل على المزيد من العدوان وتركيع الشعب الفلسطيني وإجباره على الدخول في مفاوضات لن يجني من ورائها شيئا سوى الاستسلام، ذلك لأن الفلسطينيين إن فاوضوا فهم سيفاوضون من موقف ضعف، وليست لديهم أية أوراق، خاصة وأنهم منقسمون، يفاوضون بها، هذا في الوقت الذي يعجز فيه العالم العربي عن تقديم أية مساندة لهم، ذلك لأن هذا العالم ايضا منقسم على نفسه، ما الحل؟ الحل هو أن يتحد الفلسطينيون ويتحد العالم العربي، وعدا ذلك فالمزيد من الدماء.