فرغتُ للتو من قراءة كتاب باراك اوباما Dreams from my father "أحلام من والدي" والكتاب صدر في عام 1995أي قبل أن يصبح عضوا في مجلس الشيوخ وبالطبع قبل أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، والكتاب يصور إنسانا يتعاطف مع المسحوقين وخاصة السود ويناضل من أجل قضاياهم ويفتخر بأصوله الأفريقية، بل ويذهب إلى كينيا ليتعرف على أقربائه، ورغم أنه يكتشف أنهم كالسود في الولاياتالمتحدة مهمشون إلاّ إنه يفتخر بالدماء التي تجري في عروقه وعروقهم، وحين يتحدث عن اندونيسيا التي قضى فيها شطرا من طفولته، فإنه ايضا يتعاطف بل ويتماهى مع المسحوقين فيها، كما أنّ الكتاب يصور إنسانا يتحدى المؤسسة البيروقراطية الحاكمة، ويعرّي عدم اكتراثها بقضايا الناس، هذا هو اوباما الذي يصوره الكتاب، ومن الواضح أنه غير اوباما المرشح للرئاسة، الذي يؤيد اسرائيل تأييدا أعمى، ويطالب بجعل القدس عاصمة دائمة لاسرائيل، دون أن يكترث بوجود مليون فلسطيني يعيشون في الفقر والشتات محرومين من العودة إلى وطنهم، وليس هناك أدل على أنّ اوباما تغير من أنه اختار رجلا من المؤسسة البيروقراطية الحاكمة، والذي قضى 35عاما عضواً في مجلس الشيوخ نائبا له، وهو جوزيف بايدن الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، وهي اللجنة التي زايدت دائما على الرئاسة الأميركية في تأييدها لاسرائيل والذي يشاطر المحافظين الجدد في أفكارهم، ومرة أخرى: يا أوباما لقد تغيرت.