وصف عدد من المثقفات قرار وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، الذي جاء فصلا فيما حدث من تداعيات شهدها نادي الباحة الأدبي، بعد تشكيل معاليه لجنة برئاسة وكيل الوزارة المكلف بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبدالله الجاسر، بأنه قرار اتصف بالتروي ، والحكمة في معالجة الأمور، والقدرة على احتواء قضايا الشأن الثقافي، كما اعتبره عدد من المثقفات دليلا يبرهن على ما توليه الوزارة من بالغ الاهتمام بمسيرة الحركة الثقافية، وما يجسده من اهتمام بالمثقفين . الكاتبة والناقدة الدكتورة لمياء باعشن، وصفت تدخل وزارة الثقافة والإعلام بأنه تدخل معهود وطبيعي، لا يمكن أن يثير غرابة تجاه قضايا الشأن الثقافي، سواء كان على مستوى الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية عامة، أو معارض الكتاب.. وكل ما يتعلق بقراراتها تجاه مختلف مناشط الثقافة في بلادنا. وقالت د. لمياء: إن قرار وزارة الثقافة والإعلام تجاه ما حدث في نادي الباحة الأدبي أو غيره من الأندية الأدبية، يأتي بوصف الوزارة مرجعية لكافة المؤسسات الثقافية، ودائما ما تكون رسالة الوزارة واضحة وصريحة، سواء فيما يخص هذه القضية أو غيرها من القضايا الثقافية، فالجميع يعلم بأن هناك خططاً وآليات تسير حراك الثقافة عبر الأندية الأدبية، وفق أهداف واضحة الرؤى، تقوم الوزارة من خلالها بتسيير شؤون الثقافة عبر هذه المؤسسات، وفق حدود وضوابط يجب أن يعيها أعضاء مجالس الأندية الأدبية. من جانب آخر فقد أشارت باعشن إلى أن هناك من يتوقع أن دور وزارة الثقافة والإعلام يقف عند مجرد كونها مرجعية للشؤون الثقافية فحسب، والبعض الآخر يتصور أن مهمتها تقف عند حدود إصدار لوائح الأندية الأدبية ونظم آلياتها.. مؤكدة أن دور الوزارة دور متكامل وشامل لكل ما من شأنه خدمة الثقافة وحماية المثقف. كما أوضحت د. لمياء بأن دور وزارة الثقافة والإعلام يتجاوز كل المفاهيم الضيقة، وكل ما قد تشهده المنابر الثقافية الرسمية من اختلاف في الرأي، إلى ما هو أبعد من ذلك، فمهمة الوزارة ليست مجرد رعاية ما تصدره من لوائح وتعليمات وأنظمة لخدمة الثقافة والارتقاء بها فحسب، وبأنها إلى جانب هذا حريصة كل الحرص على حماية المثقفين والمثقفات، وتقدير جهودهم، وحفظ مالهم من حقوق، محققة للمبدع والإبداع أمانا وطمأنينة، من كل ما من شأنه الانتقاص من ذوات المثقفين، مشيرة إلى أن الوزارة قد دأبت بجدية على تطبيق ما سنته من خطط ولوائح تنظم حراك الشأن الثقافي، وتنفيذها بجدية وصرامة، حرصا منها على النهوض بالثقافة، ورعاية منها وتقديرا للمثقفين. أما الشاعرة والكاتبة الدكتورة ثريا العريض، فقد وصفت قرار وزارة الثقافية بالخطوة الإيجابية والنوعية التي تضاف إلى خطواتها تجاه الارتقاء بالثقافة، وتعزيز دور المثقفين، مؤكدة على أن هذا القرار بمثابة الرادع لكل من أراد التصرف بعشوائية أو رؤية شخصية فردانية لا تمت للمصلحة الثقافية بصلة. وقالت العريض: قرار وزارة الثقافة والإعلام تجاه هذا الموقف قرار جاء مترويا، ويحمل في ثناياه منتهى الحكمة، والتعامل بكل اقتدار مع ما قد يعيق مسار الحركة الثقافية على مستوى كافة المؤسسات الثقافية في المملكة، فالمسألة لدي لا تمثل مجرد عزل مسؤول في ناد أدبي، فالقرار أبعد من هذا المستوى بكثير، لكونه قرارا يقدم رسالة واضحة إلى كل من تسنم مسؤولية ثقافية، وعضوية في مجالس إدارة الثقافة المؤسسية، لكونه يؤكد على تعامل الوزارة بكل جدية في تصحيح ما قد يحدث من أخطاء، إضافة إلى كون الوزارة تؤكد في هذا القرار بأن انتخاب أعضاء مجالس الأندية ورؤساء مجالسها، ليس كل شيء وليس نهاية المطاف في الفعل الثقافي المؤسسي، وإنما هناك أداء مفترض، ومتابعة جادة، ومحاسبة محتملة لكل مقصر، وحساب رادع لكل مخطئ. واختتمت د.ثريا حديثها مؤكدة على القيمة المعنوية التي عكسها هذا القرار تجاه دعم مسيرة الحركة الثقافية، وما يعنيه من دعم معنوي للمثقفين، بوصفه دليلا يبرهن على عزيمة الوزارة في تصحيح ما قد يشوب نشاط المؤسسة الثقافية من أخطاء نتيجة اختيار غير موفق، أو أداء متعثر.. مؤكدة على أن وهم الإمبراطوريات الصغيرة الأدبية التي كان يتوهمها البعض، لتقريب من يحب، وإقصاء من يكره، والطباعة لمن يشاء، وهم لن يجد طريقه إلى المؤسسات الثقافية، في ظل ما نجده من دعم واهتمام بالثقافة، وتكريم واحتفاء بالمثقفين. د. ثريا العريض كما اعتبرت الشاعرة والكاتبة اعتدال موسى ذكرالله بأنه في ظل انبثاق المآزق الكيدية، وتباين سُبلها بين بعض أدعياء الثقافة وما يعقبها من آثار مشينة، بأنها مما يسيء للمثقف ويعرقل مسيرة الحركة الإبداعية، مشيرة إلى هذه المشاهدات التي تظهر بين الحين والآخر في مشهدنا المحلي، جعل المثقف السعودي يعيش حالة من الوجل، مما قد تباغته به الأيام من دون وجود جهة دفاعية تؤطر له ركنا آمنا، أو ما يحصن زوايا هيبته، ويحفظ له كرامة فكره. وقالت اعتدال: الوجل يتضاعف عند المثقفة أكثر منه لدى المثقف، إذ باتت مشاركتها على منابر الدولة الثقافية مصدر بث المشاكل وإثارة البلبلة لدى العقول الضيقة، ذات التفكير السطحي وانغلاق الأفق، فما أن ترفع الشاعرة صوتها بأشعار الغزل العفيف إلا ورميت بالبذاءة والحب الفاجر وخضوع القول! لتجد من يطالبون بإقصائها وحرق مقر مشاركتها، والتهديد بقتلها، وما أن تتأرجح أفكارها ما بين الفلسفة والعقيدة إلا وسهام التهم تتراشق حولها وتتلون الحيل المحبوكة لها، حتى صار البعض وجلا من مشاركة النساء في الفعاليات المشتركة مع الرجال، حتى وإن كانت من وراء حجاب، أما البعض الآخر فيفضل استبعاد مشاركة المرأة ضمانا لنجاح برنامجه وسلامته. ومضت ذكرالله مشيدة بتصاريح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة،عبر وسائل الإعلام، التي طالما أكدت عدم سماح وزارته لمن يريد تشويه سمعة الأندية الأدبية، فيما يثار حولها من مواقف سلبية، تحوكها الأهواء الشخصية، كما تبرهن قراراته على بالغ اهتمامه بقضايا الساحة الثقافية، وتدلل على احتوائه لها بإصدار قرارات جريئة وقوية، مفعمة بجب العدل وإحقاق الحق، الأمر الذي جعل من تصريحاته، وما يتخذه من قرارات مصدر أمن للمثقفين، فصوته صوت المسؤول الذي يشعر المثقفات والمثقفين بأن هناك من يدافع عنهم، ويتابع أمورهم، ويأخذ بآرائهم، بعيدا عن المهاترات البلهاء والحروب الشعواء، التي لا تسمن ولا تغني عن جوع. واختتمت اعتدال حديثها مشيدة باهتمام الوزارة بقضايا المثقفين، ومتابعة ما يدور في قاعات المؤسسات الثقافية، والأندية الأدبية، مشيرة إلى أن هذا القرار إشراقة أمل تضيء عتمة المستضعفين من المثقفين والمثقفات، وتقوي دور الشرفاء الذين طالما سعوا متيقنين بأهمية الكلمة الهادفة، وسطوع شمس العطاء في سماء الفكر والإبداع المتميز باحترام الرأي، دونما إسفاف ولا ترهات قد تؤدي بالثقافة والمثقفين. أما القاصة والكاتبة الأستاذة سارة الأزوري، فقد وصفت قرار وزارة الثقافة والإعلام الذي اقتضى تنحي رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي من منصبه وعضوية النادي، وقبله قرار الوزارة بتنحي رئيس نادي الطائف من رئاسة مجلس إدارة النادي، قرارات تدل على مؤشرات إيجابية، تؤكد على أن الوزارة لن تسمح لمن يريد أن يقف حجر عثرة، دون تحقيق استراتيجياتها تجاه الرقي بالثقافة، والسمو بالفعل الثقافي، والانفتاح على التجديد. ومضت الأزوري مؤكدة على أن هذا القرار جاء ترجمة حقيقية على حرص الوزارة على إشاعة روح الحوار، وتقبل الرأي الآخر، وإتاحة الفرصة للمرأة لكي تنجز وتبدع، مشيرة إلى أن ما وجهت به وزارة الثقافة والإعلام سيظل موقفا مشرقا من مواقف الوزارة في تاريخ حركة الثقافة في مشهدنا المحلي، مشيرة إلى مدى حاجة المشهد الثقافي إلى مثل هذا القرارات، لمعالجة ما قد يعترض مسيرة المؤسسات الثقافية، تحقيقا لرسالتها، وسموا بالفعل الثقافي.