يعد الاخ "العزوة" من أهم الأشخاص المتواجدين في منظومة الأسرة، خصوصاً اذا كان هو الأكبر فيهم، ويختلف الأخ الاكبر بين أسرة وأخرى بطباعه وبتصرفاته حتى في طريقة توجيهه وأسلوب تعاملاته إذا كان هو الأخ الولي عليهم، فمنهم من يتميز بأسلوب مقنع بكل الأمور سواءً سلبية أو إيجابية ومنهم من يسمى "بالمتسلط" الذي لايقبل أي نقاش أو كلمة وكل مايحكم به هو الصحيح ولو كان مخطئا كل الخطأ؛ فتلجأ بعض الأسر الى ايكال المهمة للأخ الاصغر منه لأنها وجدت فيه العقل والمنطق والحكمة في ادارة شؤون الاسرة، وتوجيه افرادها، والتعامل معهم بشكل ايجابي. وكثيرا مانسمع أن هذا الابن "متسلط"، أو لدى فلان أخ أو ابن "متسلط" فالتسلط هنا، هو: البت في أمور بالجزم والصراخ بلا نقاش واتخاذ موقف خاطئ، أو اتخاذ القرارات التعسفية التي تضر بمصلحة الاسرة، وتغييب افرادها عن المشاركة في الرأي. التسلط موجود..ولكن! وقالت لولوة حمد العجلان "إن التسلط موجود في اغلب الأسر، حيث يبرز فيه الأخ شخصيته، ويظهر سطوته ويرضي غروره، مشيرة إلى أن وفاة الوالد لاتعطي الحق للأخ بأن يمسك زمام الأمور ويسيء التعامل فيها، فسوء المعاملة تؤدي إلى ردة فعل عكسية، فلا بد من مراعاة الاخوه بعضهم لبعض والوصول إلى حلول ودية، داعية أن لا يسلم زمام الأمور إلا من كان عاقلاً عارفاً بها ولديه تجربة حياتية ثرية، كما يجب أن تنظر الفتاة أحياناً إلى أن رفض أخيها لا يفسر على أنه تسلط، وإنما الخوف عليها والاهتمام بها.. بينما ترى أريج عبدالرحمن أن أساس المشكلة هو عدم التفاهم بين الأخ وأخته، داعية أن يكون هناك حوار واضح وصريح بين أفراد الأسرة الواحدة، ولكن يجب على الأخ أن يكون مستمعاً جيدا لأخته لكي يفهم وجهة نظرها ويقنعها بالطريقة التي تناسب مستوى تفكيرها بلا نزاع ولا عراك. وتشير ابتسام البدر إلى أن الأخ المتسلط يعد شخصية ضعيفة، ويشعر بالنقص، ولذا يشعر أنه بتسلطه على إخوته بأي شكل من الأشكال قد تجاوز عقد النفسية، بل على العكس من ذلك تقلل من قيمته. تقديم النصيحة وقالت د. ناجي عبدالعال أستاذ بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن انه لا يحق للأخ أن يتسلط سواءً بوجود الأب أو غيابة وبأي شكل من الأشكال، وما عليه فقط هو إبداء النصيحة إذا رأى سلوكاً غير راض عنه، أو رأى تعاملا من أخته ليس على الوجه المطلوب، كما يجب أن يتقرب من أخته كي تقبل نصيحته، لأنها إذا أحبته تقبلت كل نصائحه ويجب عليه البعد عن الغطرسة والاستبداد، كما لايحق للأب بأن يسلم زمام الأمور لابنه، وخصوصاً إذا كان الابن صغيراً لأنه من الممكن أن يسيء ذلك التصرف، ولذا أقول لكل من يعمد إلى سلوك التسلط: "كن رحيما يُسمع لك ". رفقاً بالقوارير سارة عبدالعزيز واجهت مثل هذا التسلط من أخيها لكنه صغير في سن المراهقة، وتحدثت قائلة: واجهت التسلط من أخي في كل شيء، وخصوصاً في ملابسي وطريقة لبسي على الرغم أنني لم أكن خاطئة، كذلك خروجي من المنزل وممانعته، ولم يكتف إلى ذلك فقط، بل في طريقة لبس العباءة والنقاب وكان يرفض ذلك تماماً؛ لكني لم اسكت عن ذلك فطوال الوقت كانت شكواي لله ثم لوالدتي، مشيرة إلى أن الهدف من تسلطه حتى يثبت لنفسه أولا بأنه صاحب قرار وانه رجل له الحق بالأمر والنهي ومن حقه أن يطاع بأي شكل من الأشكال!. وأوضحت إيمان عبدالعزيز أنه عندما ينشأ الولد بين عائلة يكون فيها الوالد متسلطاً فلا بد من انتقال هذا التسلط إلى الأبناء، فيزرع هذه الصفة في ابنه، مشيرة إلى انه يجب التوازن بين المعاملة، وعلى الأخ الحرص على أخته والاهتمام بها، فالحب والاحترام يجب أن يكون عاملان مهمان في التربية وخاصة بين الأب والأم؛ حتى ينشأ الأبناء في حياة سعيدة يسودها الحب والاحترام وتقبل الأبناء نصائح بعضهم لبعض. تصحيح مفاهيم الرجولة! وترى د. عائشة بنت علي حجازي مستشارة نفسية واجتماعية أن أساس هذه المشكلة هي التربية، وطبيعة المجتمع الشرقي الذي لا يزال يفضل الولد على البنت؛ لدرجة أن بعض الأولاد يعتقدون أن الفتاة خادمة لديهم، فيلجأ الذكر الى أن يبرز نفسه وسلطته وقوته أمام أخواته ويزعم بأن هذه النظرية مقياس للرجولة وهذا بالتأكيد اكبر خطأ. وقالت إن تسلط الأخ قد ينفع الأخت إلى البحث عمن يهتم بها من خارج المنزل، أو قضاء ساعات طويلة أمام وسائل الترفيه بحثاً عن متنفس، مشيرة إلى مسألة مهمة وهي إحجام الفتاة وعزوفها عن الزواج نتيجة تخوفها من أن يكون الرجل الذي سترتبط به له نفس الطباع التي تراها في أخيها المتسلط، أو قد تعمد إلى الزواج من أي شخص لغرض الهروب من الواقع الذي تعيش فيه، داعية إلى زيادة الوعي الأسري وخاصة وعي الوالدين، وان البنت والولد مكملان لبعضهما، ولا يحق للأخ السيطرة على أخته بأي حال من الأحوال، كما دعت مؤسسات المجتمع بدور أكثر فاعلية في تصحيح مفاهيم الرجولة، وأنها لا تعني السيطرة فقط، كما يجب تفهم طبيعة المرأة وأنها مخلوق مرهف يتعامل بعاطفة وبأخلاق رائعة لأنها هي الأم والمربية وأساس المجتمع.