مع التطور الحضاري والتقني في كافة مجالات الحياة دخل الشعر والشعراء مرحلة التغيير والاستفادة من الشعر كعامل مساعد في عملية التسويق والدعاية سواء للأشخاص أو السلع مما يؤكد أن للشعر دوراً مؤثراً وأن قاعدة المتلقين للشعبي الجميل في توسع وهذا ليس بمستغرب في بيئة الجزيرة العربية بشكل عام ويعود ذلك للتمسك القوي بالموروث الشعبي وتطويره والبحث عن جذورة السابقة كما أن لقنوات الشعر والموروث دوراً قوياً تبين في الآونة الأخيرة على المستوى الخليجي حيث استقطبت برامجها شريحة لم تكن ضمن جمهور الشعبي الجميل ويعود ذلك للاحترافية واستخدام التقنية بشكل مجيّر لصالح هذا الموروث . كما شكلت المهرجانات الرسمية والخاصة المهتمة بالتراث ومسابقاته بشكل عام ساحة مناسبة للتنافس في تقديم الأجمل شعرا وأداء ويعتبرها الشعراء موسماً ودعماً لهم كما ساهمت في عملية التسويق للمعروض وملتقيات الشعراء في هذه المناسبات تعد في حد ذاتها ملتقى ثقافياً ومجالاً لتبادل الخبرات الشعرية وعندما تمتزج أبيات القصيدة بالأداء الجيد وعلى لوحة شعبية تراثية يكتمل المنظر ويكون جاهزا للمتلقي . وهناك مناسبات عدة ومسابقات يلعب الشعر دورا فاعلا في الترويج لها وكأن الشعر تربع على قمة الدعاية لها وهذا يعود لوجود اقتران شرطي بين الموروث والشعر والمحافظة على الموروث والاعتزاز به كونه يشكل جزءاً من تاريخ وحياة الناس قديماً وحديثاً . وقد لوحظ أن بعض الجهات التي كانت بعيدة عن مجال الشعر كجانب دعائي عادت أخيرا لإدراكهم قوة عامل الشعر واعتبارها القناة القوية المؤثرة في المتلقي وهذه الحقيقة مبنية على دراسة أجتماعية لبناء المجتمع الخليجي .