لعل مصطلح ( الشعبي ) لا يزال يعاني غموضا والتباسا دلاليا، فالمختصون والمؤرخون لا يعطون جميعا الدلالة نفسها لهذه الكلمة، فالعلاقة القوية بين التراث الثقافي والموروث الشعبي هي تلك العلاقة الإنصهارية كوْنهما مرتبطة بذاكرة الأمة وهويتها، فالموروث الشعبي جزْءٌ مهمٌّ من التراث الثقافي لأنه من ينظم مجالات عدّة من فنون الثقافة الشعبية والتي من أهمها فنون الأدب الشعبي من أشعار، وحكايات، وقصص شعبية، وأمثال، وألغاز، وعادات، وتقاليد، وممارسات شعبية لا تزال مؤثرة في حياة المجتمعات المختلفة حسب بيئتها المتنوعة. الموروث الشعبي مصطلح شامل يقصد به الموروث الحضاري، والبقايا السلوكية والقولية التي بقيت عبر التاريخ، والانتقال من بيئة إلى بيئة، ومن مكان إلى مكان لدى الفرد، ومن هنا فهو مصطلح يضم البقايا الأسطورية أو الموروث الميثولوجي العربي القديم . ولعل الاهتمام به يعتبر من الأمور الهامة التي طالما جعلت المؤرخين يعكفون على كتابة البحوث والتوثيق اللازم لحفظه وبقائه، ومن هنا فإن ذلك الموروث بصفته ما يختص بنقل عادات وتقاليد وآداب وفنون ومأثورات شعبية كالشعر والرواية والحكاية يمثل دلالة هامه لدى المجتمعات التي توارثتها جيل بعد جيل. الشعر الشعبي وهو أحد مكوّنات الأدب الشعبي، رافق المجتمع في كل مراحله، وعبّر بصدق عن الناس البسطاء ومعاناتهم، وآمالهم بلغة يفهمها الجميع ويتفاعلون مع معانيه، ولذلك نجد بأن ذلك الشعر قدم دوراً هاماً في مختلف المناسبات لدى فئات المجتمع . وعلى أننا نجزم بوجود تلك العلاقة بين التراث الثقافي والموروث الشعبي، إلا أننا مازلنا بحاجة لعملية البحث والتوثيق الحقيقيين لنجعل لذلك الموروث مكاناً مرموقاً دائماً يمكننا العودة له كل ماتطلب الأمر، خصوصاً وأن لدينا شريحة كبيرة من المتلقين له يطربون لسماعه ورؤيته ومتابعته باستمرار. يبقى موروثنا الشعبي وبقاؤه دليلاً واضحاً على العلاقة القوية التي تربطه بكل المتلقين له، وبوجود المهتمين به من الباحثين والمؤرخين الذين يعملون على إيجاد مساحات واسعة لانتشاره على ساحة أدبنا الشعبي. أخيراً : في عيونه شفت نظراته حنون يوم سلهم بالرموش وبالكحل ناعمِ عوده .. تثنى به بهون فاح ريحه .. بالورود وبالنقل