في حديث سابق، حدد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد الخمس سنوات المقبلة نهاية الترتيبات لخصخصة الأندية.. هذه الخصخصة التي فتح بابها منذ سنوات، وآذنت بفك القيود البيروقراطية عن الأندية ما أدى إلى رفع مدخولاتها السنوية من أقل من خمسة ملايين إلى ما يقارب المئة مليون. أندية النصر والأهلي والاتحاد والشباب الأقرب لاكتمال مشاريعها، فيما يعد الهلال مخصخصا نظرا لحجم استثماراته، وآلية العمل فيه، فما يجري داخله عمل احترافي، إذا ما نظرنا إلى الأدوار التي وزعت على قياداته، فمسؤول الاستثمار الأمير عبدالله بن مساعد رسم بدقة طريق زيادة المدخول ليسير أي المدخول بشكل تصاعدي، وعبدالله البرقان تولى الإشراف على شؤون الاحتراف ليرفع من شأنه؛ فيما يدير كرة القدم بإتقان سامي الجابر، وداخل النادي مستشارون متميزون ينضوون تحت قائد فذ هو الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد. إذا علمنا أن الهلال هو الذي فتح طريق الاستثمارات الضخمة للأندية حينما تعاقد مع موبايلي، وهو الذي وزع الأدوار على رجاله بدقة، وهو الذي أشرك جمهوره في دعمه في أنحاء المملكة عبر نوافذ عدة منها: جواله، وقناته، وهو صاحب المدخول الأعلى، وهو الذي جعل ورقة دعم أعضاء الشرف ورقة احتياطية، ندرك أنه النادي الذي يقود بقية الأندية لتسير على طريق الخصخصة، فهو الذي فتح بابها، ورسم طريقها، وسار وبقية الأندية تقتفي أثره، ومن الأعمال التي شاهدناها تطوير مقر النادي، وذلك بتوفير كافة المرافق الخدمية كمعسكر متكامل، ومقر إعلامي راق، أما في المجال الفني فإن التنظيم الدقيق هو الذي منع التداخلات فيه، وأضرب مثلا بالتدريب، فهو النادي الوحيد الذي بين فرق دوري "زين" للمحترفين الذي خصص للفريق الأولمبي مدربا مستقلا، بينما الفرق الأخرى تعيش تدريبا مزدوجا، إذ تعيش على مدرب واحد للفريقين، الأول، والأولمبي. إن الأندية لن تصل إلى العالمية، والمنتخب كذلك باعتباره نتاجا لها، إلا إن زادت مدخولاتها، فأندية العالم تعيش في غلاء فاحش، ذلك نتاج طبيعي للتطور الذي يحدث لكرة القدم، كشأن المؤسسات المختلفة، وطالما أن الهلال صاحب ريادة في هذا الشأن، فإن بقية الأندية كذلك مطلوب منها أن تنتج أفكارا تطويرية يعزز من دخلها، وبالتالي تستطيع تنفيذ برامجها، وتطور ذواتها.