إن أقرب وصف يمكن أن تطلقه وأنت تدلف المعرض الدولي للتعليم العالي على هذه التظاهرة العلمية العالمية بأنها عولمة حقيقة فالحديث هنا لايمل عن المستقبل وعن التطور والنمو. مساحة قليلة حشدت جامعات الدنيا، يقف الطلاب متأملين مفكرين ثم يستفسرون، يقابلهم المسؤولون هنالك بابتسامة. "الرياض" تجولت في أروقة المعرض وخرجت بالحصيلة التالية: البداية كانت مع مسؤول في أعرق الجامعات الأمريكية تلك التي تخرج منها العديد من رؤساء الولاياتالمتحدة ليبادر جيمس كوهين مساعد أمين جامعة ييل أننا سعداء بالمشاركة في هذا المعرض الرائع، كان من الرائع الالتقاء بالطلاب السعوديين وبالعاملين في الجامعات السعودية أيضاً، لقد جاءت جامعة ييل إلى المملكة لتتمكن من إلقاء نظرة قريبة على النظام التعليمي في المملكة ولإنشاء علاقات تعاون نأمل أن تصبح في المستقبل علاقة شراكة مع نظراءٍ لنا في المملكة. معجباً يمضي في حديثه فيقول:"أنا معجب بالاهتمام الشخصي الذي يبديه خادم الحرمين الشريفين في الاستثمار المعرفي بالطلاب السعوديين"، كما أؤكد إعجابي بالالتزام الذي أظهره خادم الحرمين الشريفين بالتعليم، معبراً عن أمله بأن ينضم إليهم المزيد من الطلاب السعوديين، ويشير كوهين إلى أنهم في جامعة ييل يقدمون مستوى عالياً من التعليم يضمنونه لكل ملتحقٍ بهم.. أما الطلاب السعوديون فإن التوق الذي أظهروه للتعليم كان محط إعجابنا. يلفت كوهين النظر هنا إلى أن جامعة ييل تتميز بنقطة قد تكون مهمةً لمن يرغب بدراسة البكالوريوس لدينا ويكون قادماً من المملكة أو من الشرق الأوسط بشكلٍ عام. إن جامعة ييل من الجامعات الأمريكية القليلة التي تجعل الطلاب الأجانب والمواطنين على قدم المساواة فيما يتعلق بتكاليف الدراسة، إني أعلم أن مثل هذه الحقيقة قد لا تكون مهمة كثيراً بالنسبة للبعض في المملكة، ولكنها تُظهر أن جامعة ييل لا تضع مصالحها المالية في صدارة اهتماماتها، بل إن المهم لديها هو تخريج عقول مبدعة من أي بلدٍ في الشرق الأوسط أو حتى من العالم، سواءٌ أجاء الطالب من الرياض أو من مدينة مكسيكية. إلى أحد الأجنحة البريطانية تقف السيدة دي بروكيورد ممثلة التنسيق الشامل في أوكسفورد إحدى أعرق جامعات العالم حيث كان لهذه الجامعة مشاركة فعالة في المعرض العالمي، تقول بروكيورد يعتبر المعرض فرصة عظيمة للطلاب السعوديين كي يشاهدوا ويقارنوا بين مختلف المؤسسات التعليمية، مشيرة إلى أن هذا المحفل دليلٌ على نجاح وزارة التعليم العالي السعودية في جذب هذا العدد الكبير من الجامعات الراقية من مختلف دول العالم. وتمضي قائلة أظن أن تمديد فترة الابتعاث يمثل فرصة ثمينة للشباب السعوديين، والمملكة ستجني ثمار ذلك بعد عودتهم إلى الدراسة. يقول المسؤول عن المكتب الدولي في جامعة كامبردج ألين سواليس هذا المعرض يضاهي ما هو موجود في أي معرض آخر بأي دولة في العالم، وعلينا تهنئة وزارة التعليم العالي السعودية على نجاحها في تنظيم معرضٍ بهذه الضخامة أرى أنه معرض رائع تم تنظيمه بشكل متقن، ويضيف ألين أعتقد أن الجميع يمكنه ملاحظة هذا العدد الكبير والمتنوع من المؤسسات التعليمية التي جاءت للمشاركة من جميع أنحاء العالم، هذا المعرض هو أفضل تظاهرة تعليمية حضرتها في المملكة، ويرى مسؤول كامبردج أن تمديد فترة الابتعاث لخمسة أعوام قادمة خطوة في سبيل دعم التعليم والبحث العلمي في المملكة، إنها لطريقة مثالية تنتهجها الحكومة السعودية لإفادة الطلاب بل ولإفادة الجامعات المحلية أيضاً من خلال إتاحة الفرصة لها للاحتكاك مع مؤسسات أكاديمية من مختلف أرجاء العالم، عبر هذا المنظور فإن انتقال الطلاب إلى جامعات خارج بلدانهم وتلقيهم العلم هناك يخلق نوعاً من التعليم الكوني الغني بالتبادل ثقافي. إلى جانب آخر من المعرض تتواجد ألمانيا إحدى أهم معاقل العلم الحديث في الغرب الاوروبي حيث تشارك عدة جامعات ألمانية أهمها جامعة ميونيخ للتكنولوجيا والتي تعد رائدة التعليم التقني في بافاريا جنوبألمانيا، في موقعها يتواجد أحد الأساتذة الجامعيين فيها هو البروفيسور كارل هاينز هوفمان الذي استهل حديثه قائلاً: إنها زيارتي الأولى للمملكة والحقيقة أنني ودون أدنى مجاملة مبهور بالنظام الموجود في المعرض، وأريد أن أقول إن هذا المعرض ليس جيداً فقط على مستوى الدول العربية، بل وحتى على المستوى الأوروبي. إن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث هو خطوة رائعة وتمديده لخمسة مشاركة كبيرة للجامعات البريطانية أعوام سيكون له أثر إيجابي حتماً، وأنا شخصياً لدي طلاب سعوديون في الجامعة ويسعدني أن أرى لدينا طلاباً من جميع أنحاء العالم ولا سيما من الشرق الأوسط. ويرى البروفيسور هوفمان أن هنالك عقبة واحدة فقط تواجه الطالب الاجنبي وهي اللغة، ولذلك فقد عمدنا إلى جعل الدراسة في بعض التخصصات باللغة الإنجليزية وذلك بهدف التسهيل على الطلاب. من أوروبا شاركت هولندا أيضاً بأعرق جامعاتها وأشهرها في الطب وهي جامعة ماسترخت يقف تيجان الرمحي بين الطلاب السعوديين الذين تجمعوا أمام مقر الجامعة مستفسرين، يقول الرمحي وهو أحد مسؤولي برنامج العالم العربي في الجامعة لقد أصبحت لدينا خبرة جيدة في التعامل مع الطلاب السعوديين الذين توافدوا على المعرض منذ اليوم الأول لإقامته ومنذ افتتاح المعرض لم نجد وقتاً للقيام بأي عمل باستثناء ما جئنا لأجله وهو الالتقاء بالطلاب السعوديين ومناقشتهم، ما قامت به وزارة التعليم العالي السعودية في هذا المعرض كان مدهشاً بحق، فلم تواجهنا أي عوائق ولم نرصد أي ملاحظات سلبية، لقد دهشنا من هذا العدد الكبير من المؤسسات التعليمية العريقة التي دعتها وزارة التعليم العالي السعودية للمشاركة في المعرض، أستطيع القول إن هذا المعرض هو في موضع المنافسة مع الصف الأول من المعارض العالمية. من أقصى الشرق الآسيوي تشارك كوريا إحدى نمور آسيا وأعجوبة التنمية في هذا المعرض لتعرض نقلتها النوعية في التعليم، يستقبلنا مبتسماً مدير جامعة كوكيمن أحد أقدم الجامعات هناك وهو الدكتور لي سنق وو، الذي كان منبهراً بالمعرض يقول وإلى جانبه الدكتور تركي العيار الملحق الثقافي في كوريا أظن أن مستقبل المملكة في التعليم سيشهد قفزة نوعية بفضل اهتمام وزارة التعليم العالي السعودية، فأنا لم أرَ معرضاً بمثل هذه الضخامة وهذا التنظيم في أي مكانٍ آخر، أتوقع أن تكون الاستفادة من المعرض مواكبة لجودته. باختصار يحدثنا عن تجربة بلاده في التعليم فيشير إلى أن كوريا الجنوبية نمت بشكل سريع خلال الخمسين عاماً الماضية، وقد تحدثت خلال محاضرتي التي ألقيتها بالمعرض عن دور التعليم العالي في تطور الاقتصاد الكوري، لقد لاحظنا من خلال تجربتنا أن هناك تزامناً بين تطور التعليم العالي والتطور في المجال الصناعي، مما يؤكد على وجود علاقة قوية بين هذين المجالين، ويشير الدكتور وو إلى نقطة مهمة عندما يقول إن الطلاب السعوديين الذين سيدرسون في نظرة للمستقبل أمام معرض كامبردج. عدسة - بندر بخش كوريا الجنوبية سيتم إطلاعهم على الكيفية التي نجحت من خلالها كوريا في تحقيق مثل هذه القفزة الحضارية، أي أن الطلاب سيطلعون على كامل المسار الذي قطعته كوريا الجنوبية من البداية وحتى النهاية، أما الذين سيذهبون للدراسة في الغرب فسيتعلمون من نقطة النهاية فقط، ولن تتاح لهم الفرصة كي يعرفوا الطريقة التي يتم من خلالها تحديث المجتمعات خطوة بخطوة. ويضيف حينما يأتي الطلاب السعوديون للدراسة في كوريا الجنوبية فإننا سنشركهم في مجالات التقنية التي نستخدمها نحن اليوم حتى يتمكنوا من الوصول إلى ما وصلت إليه كوريا الجنوبية الآن، لن نبخل عليهم وسنرشدهم إلى البرامج الكفيلة بتطوير التعليم العالي والتي نجحنا نحن في تحقيقها بكوريا الجنوبية. على جانب آخر من جنبات المعرض شاركت روسيا ممثلة بجامعة سانت بطرسبورغ والتي يقول المسؤول عن معرضها اليكسندر نيكوفورف: أعجبني المعرض كثيراً من ناحية تنظيمه وتنوع الجامعات المشاركة فيه، لقد شعرت بأننا موضع ترحيب في المملكة، هذه هي المرة الأولى التي أحضر بها إلى المملكة وأنا مرتاح تماماً هنا. بالرغم أننا الجامعة الروسية الوحيدة المشاركة إلا أننا لاحظنا حجم الإقبال الكبير على الدراسة في بلدنا وجامعاتنا، ونحن سعداء بحرص الطلاب السعوديين على تلقي تعليمهم في روسيا والذي يتميز بجودته وبأسعاره المعقولة. إلى أكثر البلدان نموا في العالم الصين التي كان لها مشاركة عريضة في المعرض بجامعاتها حيث توقفنا عند جامعة هايوزونغ للعلوم والتكنولوجيا حيث تحدثنا مع هاي لين يو أحد التنفيذيين في الجامعة، الذي أفصح عن عدد الطلاب السعوديين لديهم حيث قدرهم ب 44 طالباً يدرسون في مختلف المستويات الدراسية (بكالوريوس- ماجستير – دكتوراه ) ويملكون الخيار في الاختيار ما بين اللغة الصينية أو الإنجليزية عند دراستهم في أيٍ من هذه المستويات الثلاثة، يمضي فيقول لي يو أكثر ما لفت انتباهي حين حضوري للمعرض هو الاهتمام الشديد الذي يبديه الطلاب السعوديون بتعليمهم، فهم دائماً ما يسألون عن قوة الجامعة والتخصصات المتاحة، إننا نتمتع بإقبال أعلى فيما يتعلق بعدد الملتحقين لتحضير شهادتي الماجستير والدكتوراه، ومن المتوقع أن يأتي إلينا في نهاية العام الجاري أكثر من خمسين طالباً سعودياً لتحضير دراساتهم العليا. من كندا التي يتمتع التعليم بها بصيت ذائع يستقبلنا دان فريدرك مدير البرامج الطلابية في جامعة البيرتا والتي هي من ضمن افضل خمس جامعات في كندا، مندهشاً يقول إنني هنا منذ يومين والطلاب يحيطون بي طوال الوقت، لقد كنا في كندا متحمسون لحضور المعرض والالتقاء بالطلاب السعوديين، وقد دهشنا من الاهتمام البالغ الذي أبدوه بجامعاتنا، الآن يدرس لدينا عدد كبير من الطلاب السعوديين، وإننا نأمل باستقطاب أكبر عددٍ منهم لأننا نعلم أنهم جادون في طلب العلم. على الجانب الآخر يتواجد العارض الاسترالي حيث شاركت نخبة الجامعات هناك قابلت هاليل ايفيكان من جامعة ولونجنج الذي لتوه انتهى من استفسارات عدد من الطلاب حيث بادرني قائلاً: هذا المعرض يجعلنا نأمل بالتواصل مع وزارة التعليم العالي السعودية في مثل هذا النوع من المعارض، وأتوقع أن تتواصل نجاحات وزارة التعليم العالي السعودية في تنظيم المحافل الأكاديمية في المستقبل، لقد درس لدينا عددٌ من الطلاب السعوديين خلال الأعوام الثلاثة الماضية، نحن تعلمنا منهم، وهم تعلموا منا، مما خلق نوعاً من التناغم الثقافي بيننا نرجو أن يتواصل في السنوات الخمس القادمة. إحدى أهم الدول الأوربية المشاركة والتي تشتهر بجودة التعليم في مجال العلوم الإنسانية والإدارة وهي فرنسا التي كانت متواجدة ببعض جامعتها هناك، قابلت مديرة التسويق والقبول في جامعة جرينوبل حيث اعتبرت المعرض فرصة للالتقاء بالطلاب السعوديين المهتمين بالدراسة في الجامعات الفرنسية، تضيف قائلة إن تمديد فترة الابتعاث كان خبراً رائعاً، فهذا النوع من البعثات التعليمية غير موجودة في أي بلدٍ آخر بالعالم كله، إنها تتيح الفرصة لكثير من الطلاب كي يتلقوا أعلى مستوىً من التعليم في أفضل جامعات العالم، لدينا العديد من الطلاب الذين يدرسون من خلال هذه البعثات وهم يستفيدون كثيراً. جيمس كوهين يرد على استفسارات الطلاب أحد الطلاب في جناح الجامعات الاسبانية السيدة بركيورد تشرح برامج جامعة أوكسفورد لأحد الطلاب