يعول الأهلاويون كثيراً على المدرب البرازيلي سيرجو فارياس في الأخذ بيد الفريق إلى جادة المنافسة على البطولات سواء المحلية أو الدولية، إذ يرون في مدربهم الجديد ضالتهم التي ظلوا يبحثون عنها طويلا. وتعاقد الأهلي مع فارياس (42 عاماً) ليخلف الأرجنتيني غوستافو ألفارو الذي فكت الإدارة الأهلاوية الارتباط به بناء على طلبه بعد ان تحجج بظروف قاهرة تحول دون تمكنه من الاستمرار في منصبه. وكان مقعد المدير الفني في الأهلي قد شغله مؤقتاً مدرب فئة الشباب بالنادي الفرنسي آلن قويدو خلفاً لألفارو، وذلك لحين التعاقد مع مدرب بديل، الذي طال أمد البحث عنه حتى استقرت سفينة الأهلي على شاطئ فارياس بعد مفاوضات ماراثونية معه. ويحسب لمسيري دفة الإدارة في النادي الأهلي تعاقدهم مع فارياس الذي استطاع أن يخطف أنظار عشاق كرة القدم في القارة الآسيوية بعد قيادته فريق بوهانج ستيلرز للفوز ببطولة دوري أبطال آسيا في نوفمبر الماضي على حساب الاتحاد السعودي، وقيادته له في بطولة كأس العالم للأندية التي استضافتها أبوظبي في ديسمبر الماضي. وعلى الرغم من صغر سن فارياس وتجربته القصيرة في عالم التدريب التي ابتدأها في العام 1988، إلا انه استطاع ان يسجل اسمه ضمن قائمة المدربين البرازيليين الذين يشار إليهم بالبنان من خلال نجاحاته المتلاحقة لاسيما على مستوى الفرق السنية، وهو ما أهله للفوز مع المنتخب البرازيلي ببطولة أمريكا الجنوبية للناشئين تحت 17 سنة في العام 2001. وتعتبر تجربته التدريبية مع نادي بوهانج الكوري الجنوبي الذي قضى معه أربعة مواسم كانت هي الأهم في مشواره الكروي، إذ حقق معه العديد من الانجازات بدأها ببطولة الدوري في 2007، ثم بطولة كأس الاتحاد 2008، ثم عاد ليحقق الدوري مرة ثانية موسم 2008، لتكون هذه البطولة بوابته للفوز بأكبر بطولة في "القارة الصفراء" حينما قاد بوهانج للظفر بكأس دوري أبطال آسيا لعام 2009. وأجبرت البطولات المتتالية التي حققها بوهانج مع فارياس الصحافة الكورية لإطلاق لقب "سحر فارياس" على إنجازات الفريق في دلالة على الدور الكبير الذي لعبه المدرب البرازيلي. ويحلم أنصار الأهلي أن ينجح فارياس مع فريقهم كما نجح مع بوهانج، خصوصاً حينما يقود الفريق في بطولة دوري أبطال آسيا هذا العام، حيث سيشارك الفريق في هذه البطولة إلى جانب ثلاثة فرق سعودية أخرى هي الهلال والاتحاد والشباب، وإذا ما نجح فارياس في ذلك فإنه سيكون قد حقق للفريق أكبر بطولة في تاريخه، إذ لم يسبق له الفوز بهذا اللقب، رغم فوزه ببطولات خارجية كالبطولة الخليجية والبطولة العربية. وكما يحلم الأهلاويون فإن فارياس نفسه يحلم هو الآخر بقيادة الأهلي للبطولات لإكمال مسيرة انجازاته، وهو ما دفعه للقول: "أمور كثيرة أغرتني لتدريب الأهلي، اولا لسمعته الكبيرة، ثم لأن الدوري السعودي يعد من أقوى الدوريات في القارة الاسيوية، فضلا عن رغبتي في مواصلة انجازاتي مع فريق كبير كالأهلي الذي سبق وأن قاده مدربون برازيليون كبار في سنوات سابقة". وسبق للأهلي ان تعاقد مع مدربين برازيليين يعدون من أكبر المدربين في بلاد "السامبا" كديدي وتيلي سانتانا وسباستيان لازاروني وفليب لويس سكولاري، والثلاثة الأخيرون سبق لهم قيادة المنتخب البرازيلي. ويؤكد فارياس بأن سمعة الأهلي في البرازيل دفعته لدراسة العرض بجدية ويضيف: "الأهلي ناد معروف في البرازيلي، بسبب الأسماء التدريبية الشهيرة التي أشرفت عليه، وهذا سبب مهم جعلني أدرس العرض الذي تلقيته لتدريبه بحماس كبير". وبدا فارياس متحمساً قبل ان يبدأ مهمته في النادي "الراقي" حينما أكد في مؤتمره الصحفي الذي عقده في النادي أنه يسعى للفوز ببطولات محلية قبل ان تحقيق البطولة الآسيوية، وفي ذلك تحدٍ واضح للفرق الأخرى فما تبقى من بطولات محلية يمكن للأهلي المنافسة عليها وهما بطولتا كأس ولي العهد، وكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، بعدما خسر فرصة المنافسة على بطولة الدوري، وبطولة كأس الامير فيصل بن فهد.