استطاع المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم في النادي الأهلي سيرجيو فارياس أن يضع قدمي فريقه في نهائي كأس ولي العهد أحد أكبر بطولات كرة القدم السعودية بعد الفوز على فريق الشباب، ولم يأت هذا الفوز بمحض الصدفة أو بضربة لازب وان كانت النتيجة خرجت بركلات الترجيح إلا أن فارياس أجاد التعامل مع المباراة وقراءة أحداثها بشكل جيد عندما تقدم مرة وعادل في أخرى. ويؤكد المراقبون أن المدرب الأهلاوي الذي قاد المنتخب البرازيلي للشباب في فترة سابقة لعب بالنار عندما أخرج ورقتيه الهجوميتين مالك معاذ وحسن الراهب في وقت مبكر، بخاصة الدولي مالك معاذ الذي كانت تشكل حركته ومبادرته الهجومية خطورة بالغة على مرمى الخصم، وراهن فارياس على لاعبيه الواعدين عبدالرحيم الجيزاوي وياسر فهمي ليعادل الأول الكفة الأهلاوية بهدف «خرافي» كاسباً التحدي ولغة الاستياء التي كانت على محيا لاعبي الفريق وجهازه الإداري غير أنه تمكن من هدفه المنشود في إشارة إلى أن المجازفة بإخراج معاذ والراهب لم تكن سوى «ضربة معلم» مجتازاً الاختبار الأصعب له في مشوار الفريق في هذه المسابقة الذي يصفه الكثير من المتابعين أنه محك حقيقي لمقياس تعامله في مباريات الحسم. وعلى صعيد الجماهير استاء أنصار النادي التغييرات التي أجراها لكن سرعان ما تبدلت القناعات ليصبح لديها فارياس الضالة التي كان يبحث عنها الأهلاويون، وأنه كان قادراً في إعادة الفريق إلى توهجه بعد أن افتقدها بعد رحيل الكرواتي نيبوشا، إذ استطاع الأهلي أن يظهر بأداء مغاير لما كان عليه مع الأرجنتيني الفارو التي من خلالها فقد الفريق المنافسة على لقب دوري المحترفين باكراً، على رغم الاستعداد الجيد للفريق في معسكره الخارجي الذي أقيم في ألمانيا. وبالنظر إلى تاريخ البرازيلي فارياس فهو رجل التحدي إذ برهن ذلك بعدما تسلم مهام تدريب بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي في 2005، ليبدأ من نقطة الصفر في مدارج الصعود لا سيما وأن الفريق الكوري الجنوبي لم يسبق له وأن دربه مدرب أجنبي لتكن التجربة الأولى له خارجياً بعد أن قضى في التدريب في بلاده عشر سنوات، وقاد بوهانج بعد مرور عامين إلى لقب الدوري وعقبها بعام حقق لقب بطولتي كأس كوريا الجنوبية وكأس الرابطة وتلاها في العام الأخير بلقب دوري أبطال آسيا ومشاركة الفريق في نهائيات كأس العالم للأندية في أبوظبي. وأغرت النجاحات التي حققها فارياس مع بوهانج ستيلرز الأهلاويين بالتعاقد معه لتدريب الفريق خلفاً عن الفارو الذي فر من الملاعب السعودية بسبب ظروفه العائلية، ويتطلع الأهلاويون في قادم الأيام أن يحقق إنجازات مماثلة كتلك التي حصدها في شرق آسيا، وان كان يرى المتابعون أن بوادر الهيبة الأهلاوية قد لاحت بتوظيف إمكانات اللاعبين وبث الحماسة في نفوسهم وجعل منهم فريقاً مقاتلاً كاد أن يتأهل إلى نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد وينتزع البطاقة الأولى في نهائي كأس ولي العهد، وفريقاً يعتمد على الأسلوب الهجومي الضاري، ومغالطاً للفرق المنافسة بتغيير خطته وعناصره من مباراة لأخرى، وناجحاً في الاختبارات الصعبة بتبديلاته الغريبة المعززة لفريقه واقعاً ساعده في ذلك شخصيته الجدية والطموحة. ويمتاز فارياس خلال مشواره التدريبي بتحقيق ألقاب البطولات قصيرة الأمد ويرفض أن يسميه البعض كتلك الأوصاف التي أطلقتها عليه الصحافة الكورية ب «الساحر» أو «سحر فارياس»، إذ قال في تصريح سابق لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): «أعتقد أن مفهوم السحر يستخدم للإشارة إلى الحظ أو لمساعدة تأتي كهبة من السماء، لا من صنع البشر، لكنني إنسان وكذلك هو الأمر بالنسبة إلى لاعبي الفريق، ونحن أقرب إلى الحقيقة وليس إلى السحر، ولهذا لا أريد أن يوصف ما أقوم به على أنه سحر فهو أمر تحوّل إلى واقع بفضل الجهود والمساعي الجبارة التي بذلها اللاعبون». ويحرص فارياس أن يضع بصمته البطولية في الموسم الحالي بتحقيق إنجاز لفريق الأهلي إذ أكد أن طموحه الخروج ببطولة من استحقاقات الموسم كحد أدنى في وقت يسعى فيه الآخرون إلى الظهور بمظهر جيد من دون أن يكون اللقب مطمعاً لديه، مشيراً إلى أنه سيعمل جدياً في تحقيق منجز في وقت قياسي.