من محاسن المصائب أنها تكشف لك من حولك وتعرف معدنهم ويتجلى ذلك بمواقفهم وردة فعلهم.. ومن رحمة الله وفضله عليّ ان رزقني بأخوة وأخوات ورفقة طيبة كان لهم الأثر الكبير في تجاوزي لمحنتي وهؤلاء هم ثروتي التي لا تقدر بثمن احتضنوني في ساعة الكمد، وساعدوني في وقت الشدة انصهرت قلوبهم جميعاً في قالب واحد لا مفاصلة فيه وهو قالب الحب والمواقف الصادقة، أراهم حولي بمواقفهم وان بعدت أماكنهم سواء داخل الرياض أو خارجها أو حتى خارج المملكة، احساسهم الصادق وقلوبهم الطاهرة قربت المسافات وكأنهم سكنوا في أعماق قلبي ووجداني وليس بيتي فقط. وعلى رأس هؤلاء الأوفياء أمي الحبيبة اسأل الله ان يرزقني برها ورعايتها والاحسان إليها واخوة كرام كانوا لأبنائي بمثابة الأب احتضنوهم واحتووهم كأنهم أبنائهم ولا يفتروا ان يسألوا عنا ويتفقدونا بكل الأوقات واخوات فاضلات أشعروني ان المصيبة مصيبتهم قبل ان تكون مصيبتي ساندوني جميعاً بلا استثناء هم وأبناؤهم وبناتهم وكنت أشعر بلهفتهم وبحرصهم من نبرات صوتهم. كانت مشاعرهم دافئة كدفء قلوبهم، وأهل زوجي الذين وقفوا بجانبي أنا وأبنائي وكانوا بمثابة أهل لي، وصديقات حميمات كن لي بمنزلة الأخت والصديقة الصادقة دعمنني باحساسهن الصادق، وشعورهن النبيل كنبل قلوبهن الرقيقة الندية المعطاءة فلهن مني كل الشكر والعرفان ولا أنسى أخت فاضلة شاركتني همومي منذ عرفتني وكان لوقفاتها اللامحدودة أكبر الأثر في حياتي. أحبابي لقد ظللتموني بغيمة ندية تمطرني بالحب والحنان والشعور الصادق الذي نزل على روحي مثل ما ينزل المطر على صحراء قاحلة فينبت فيها الخزامى والنفل ويبعث فيها الأمل لحياة مشرقة. فيا أيها القلوب الصادقة لا أعرف ما أقول فكم مرة أحسست بدفء شعوركم يحتضنني وينقلني من عالم الحزن إلى عالم آخر تتجلى فيه معنى الاخوة والصداقة والحب وكم مرة أحسست بلهفتكم وحبكم وخوفكم علي وعلى أبنائي يسبق أصواتكم عند حديثكم أو اتصالكم وكم انتابني شعور الفرح والسعادة وأنا أراكم حولي جميعاً. تتسابقون لاسعادي ولتخفيف أحزاني فليس غريباً على أناس يملكون هذه الأخلاق الكريمة والمشاعر الصافية ان يقفوا مواقف النبلاء وان يحتلوا مساحة كبيرة في قلبي ويكونون الجزء المهم والغالي في حياتي ولا عجب في ذلك فعلى قدر الوفاء يكون الحب. وفاؤهم معي كان بحجم معنى الاخوة الطيبة والصداقة الصادقة فلا أملك إلاّ الشكر والامتنان لكم بقدر وقفاتكم. أدخل الله السرور لقلوبكم الندية الصادق مثلما أدخلتموه إلى قلبي وقلب أبنائي وشكر الله لكم صنيعكم وسعيكم.. أحبابي جميعاً بوجودكم تحلو الحياة مهما قست وبنبرات صوتكم يطرب قلبي مهما حمل من أحزان أنتم أعظم نعمة أنعم الله بها علي بعد نعمة الدين والعقل. فالبشكر تدوم النعم أحمد الله أولاً وأشكره ان أنعم علي بكم ثم أشكركم من أعماق قلبي لا حرمني الله منكم ومن أحاسيسكم ومشاعركم وجزاكم الله عني بأحسن ما جزى الله مسلما عن مسلم ولا أراكم الله مكروهاً في أنفسكم أو في عزيز لديكم.. لن أنسى ما حييت وقفاتكم ومودتكم طبتم وطابت قلوبكم.