اكدت محكمة استئناف القاهرة - مأمورية الجيزة الحكم الابتدائي الصادر ضد الناقد جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة وصحيفة الاهرام الحكومية امس الثلاثاء بدفع غرامة للشيخ يوسف البدري في دعوى الاساءة إليه. وكان الشيخ يوسف البدرى قد رفع دعواه ضد الجريدة التي اتهمها بشن حملة عليه من خلال نشر عدة مقالات منها مقال بعنوان "ايها المثقفون اتحدوا" بتاريخ 13 اب/اغسطس 2007، وصفه فيه جابر عصفور بالشيخ المتطرف والمتعصب والمتربص بالفكر والثقافة والابداع وانه من المحتسبين الجدد سبب الكوارث". وقال طه عبد الجليل محامي البدري: ان المحكمة اكدت الحكم الابتدائي على "جابر عصفور وجريدة الاهرام وعليهما متضامنين ان يدفعا مبلغ 50 ألف جنيه مصري (9 آلاف دولار أمريكي) تعويضا عما اعتبرته اساءة للبدري". واشتهر يوسف البدري في اوائل التسعينيات عندما تمكن من الحصول على حكم قضائي بتفريق الاستاذ الجامعي نصر حامد ابو زيد وزوجته بسبب كتاباته مما اضطرهما لمغادرة مصر والاغتراب في هولندا. كما كسب دعاوى ضد الشاعر احمد عبد المعطي حجازي والروائي جمال الغيطاني والصحافي محمد شعير وابراهيم سعد وسعاد صالح والفنان عادل امام والشاعر حلمي سالم وغيرهم. واستند قرار محكمة الاستئناف الى ان "ما كتبه الناقد جابر عصفور يعتبر انحرافاً عن المباح في النقد وخروجاً على الموضوعية المفترضة فى كاتب بمثل ثقله الثقافي والاجتماعي وهي عبارات لا ترى المحكمة فيها ضرورة لايصال الفكرة". وكان دافع عصفور لكتابة مقاله هو اتهامه للشيخ البدري بانه المتسبب في اصدار حكم قضائي ضد الشاعر احمد عبد المعطي حجازى، الامر الذي اعتبره عصفور "بالكارثة" وبأنه "وصمة عار فى جبين الثقافة المصرية وانه حكم من محاكم التفتيش". ووقفت مجموعة من المثقفين الى جانب عبد المعطي حجازي (74 عاما) اثر صدور حكم قضائي نهائي ضده في 2007 بدفع تعويض بمبلغ عشرين الف جنيه (3500 دولار) للبدري. ولما رفض حجازي سداد المبلغ تم الحجز على اثاث شقته وبيع بالمزاد العلني. واعتبر البدري ان المقالات التي كتبها كبار المثقفين المصريين تضامنا مع احمد عبد المعطي حجازي الذي اتهمه "التطرف" و"خنق الابداع"، قصد بها تشويه صورته، وبما ان الحكم القضائي جاء لمصلحته فهذا يؤكد الظلم الذي لحق به.