قرر الكاتب المصري يوسف زيدان رفع دعوى شتم وقذف ضد القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة العذراء في منطقة مسطرد شمال القاهرة، بعدما اتهمه القمص بالإلحاد. ودأب بسيط على مهاجمة رواية «عزازيل» ليوسف زيدان التي فازت أخيراً بجائزة «بوكر» العربية في وسائل الإعلام ومواقع «الإنترنت» منذ صدورها العام الماضي، ثم تجاوز أخيراً إعلان موقفه من الرواية، إلى اتهام زيدان، وهو أستاذ الفلسفة الإسلامية ومدير مركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، بالإلحاد. واستند زيدان في موقفه إلى تصريح أدلى به بسيط الى جريدة «اليوم السابع» القاهرية جاء فيه أن «يوسف زيدان لا ديني وملحد»، وهو ما اعتبره تجديفاً في حقه وإساءة بغير دليل تستوجب المحاسبة عليها قانوناً. وأصدر كاهن بارز آخر في الكنيسة المصرية هو الأنبا بيشوي كتاباً للرد على رواية «عزازيل» التي تدور أحداثها في القرن الخامس الميلادي وتتهم المسيحيين المصريين بارتكاب أفعال وحشية ضد الوثنيين في تلك الحقبة. وقال زيدان تعليقاً على كتاب الأنبا بيشوي الذي يحمل عنوان «الرد على البهتان في رواية عزازيل ليوسف زيدان»، إنه «لم يخرج عن حدود الأدب أو يتجاوزه إلى الاتهامات الصريحة المشينة التي يُحاسب عليها القانون». وكانت رواية «عزازيل» أحدثت سجالاً قبل فوزها بجائزة «بوكر» العربية شارك فيه نقّاد وروائيون، وما لبث هذا السجال ان اثير بعد الجائزة. ما زاد من مبيع الرواية وصدورها في طبعات متلاحقة. من جهة ثانية، أثار قرار المحكمة الابتدائية في الجيزة القاضي برفض دعوى ضد صحافي رفعها الداعية الإسلامي يوسف البدري ردّ فعل ايجابياً في أوساط المثقفين المصريين. وكان البدري اعتاد طوال سنوات اقامة دعاوى حسبة ضد عدد كبير من المثقفين والصحافيين المصريين. وقد رفع دعوى ضد الصحافي المصري خالد الكيلاني ورئيس مجلس ادارة أسبوعية «صوت الأمة» عصام اسماعيل فهمي يتهمهما باستخدام مقابلة أجراها الصحافي معه ونشرت في الصحيفة على حلقتين في الأول من أيلول (سبتمبر) العام الماضي. إلا أن المحكمة الابتدائية في الجيزة رفض الدعوى، بمبادرة هي الأولى. وأحالت المحكمة الشريط الذي سجلت عليه المقابلة مع اعداد الصحيفة التي تضمنت صفحاتها المقابلة الى النيابة العامة التي أكدت مطابقة المنشور مع الوارد على لسان البدري بالشريط. وجاء في قرار المحكمة الى جانب رفضت الدعوى الزام الداعية بدفع المصاريف واتعاب المحاماة. وأوضح الكيلاني أنه سيسعى الى تقديم بلاغ للنائب العام يتهم فيه البدري «بالبلاغ الكاذب في حقه بسبب ما ورد في عريضة الدعوى». وتعتبر هزيمة البدري في هذه الدعوى القضائية أول دعوى يخسرها منذ سنوات لاحق خلالها المثقفين والكتّاب والصحافيين المصريين. وكان البدري اتهم في أوائل التسعينات الأستاذ الجامعي نصر حامد أبو زيد بالردة واستطاع الحصول على حكم بالتفريق بينه وبين زوجته ما اضطر نصر أبو زيد الى مغادرة وطنه والاغتراب في هولندا. وكسب دعاوى ضد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي والناقد جابر عصفور والروائي جمال الغيطاني والصحافي محمد شعير وابراهيم سعد وسعاد صالح والفنان عادل امام والشاعر حلمي سالم وسواهم. ومن المنتظر ان تتوالى ردود فعل المثقفين المصريين إزاء قرار المحكمة الذي نادراً ما شهدت القاهرة مثيلاً له.