في أحضان سهول تهامة الدافئة يستقر النحالون بخلايا النحل المتنقلة في رحلتهم الشتوية بحثاً عن المناخ الملائم لتربية النحل ووفرة المرعى حيث بدأ موسم عسل السمر والعرفج والنباتات العطرية التي تتميز بها تلك المناطق ، والتي هطلت عليها الأمطار وجعلت منها المناخ المثالي الذي يرغبه النحل . يقول النحال رداد بن سعيد الجُندبي إن خبرته في تربية النحل تزيد على ثلاثين عاماً وهي خبرة متوارثة مشيراً إلى أنه يمتلك 250 خلية نحل وإنتاجها السنوي بين 450-500 كيلو غرام ، وأن سعر الكيلو غرام لديه بمبلغ 400 ريال وذلك الصافي من عسل السدر وأن ذلك المبلغ لا يكاد يغطي أتعاب وخسائر النحال ، موضحاً أن النحل لا يستطيع البقاء في مرتفعات السراة بسبب برودة الطقس رغم وجود وفر في المرعى إلا أن النحل يخطط لفصل الشتاء لأنه لا يضمن أن يقوم صاحبه بنقله إلى مناخ دافئ فهو يقوم بوضع مخزون من الغذاء من بداية الصيف ويسمى "الرّدْمْ " وذلك تحسباً من النحل أنه سيعيش داخل الخلية في بياته الشتوي الذي تشتد فيه برودة الطقس والأمطار وبذلك يجد ما يقتات عليه من ذلك الغذاء حتى يحل فصل الصيف وتعتدل الأجواء ، وعند نزولنا بخلايا النحل إلى السهول الدافئة نواجه صعوبة في تنظيف الخلايا وأحياناً يستشعر ذلك النحل ويقوم بدور التنظيف بنفسه . وفيما يتعلق بآفات النحل يقول الجندبي إن طيور (القوارير) وذلك المسمى هو الدارج في منطقة الباحة لهذه الطيور والتي يطلق عليها بالفصحى اسم طيور( الوروار) هي أكبر آفات النحل ،وكذلك ما يسمى ب(ذبذوب) النحل ، وهي حشرة أصغر من النحل حجماً إلا أنها شرسة وتستطيع أن تقسم النحلة إلى نصفين وتقتات على بطنها ، ثم تبيض في جوفها الهالك وتتكاثر بهذه الطريقة ،إضافة إلى آفات كثيرة تواجه النحل مثل الدبور وفراشة النحل.