ينتقل الكثير من أصحاب المناحل في منطقة الباحة خلف مصدر رزقهم إلى مناطق تهامة الدافئة خلف خلايا النحل التي تهاجر موسميا إلى تلك المناطق هربا من البرودة وانخفاض درجات الحرارة في جبال السراة. حيث تدفع برودة أجواء السراة والأجواء الممطرة والضبابية وميل درجات الحرارة لأدنى معدلاتها على قطاع السراة مع توشح قطاع تهامة بالخضرة والدفء؛ المهتمين بتربية نحل العسل للتوجه بقوافلهم النحلية والتي تقدر ب 3 آلاف خلية إلى تهامة مودّعين جبال السراة لأكثر من أربعة أشهر، خوفاً من نفوق النحل من شدة البرودة، وتوقع عدد منهم أن يتم نقل ما يزيد على 3 آلاف خلية نحل. وأوضح سعيد الزهراني «أحد مربي النحل بمحافظة المندق» أن دفء الأجواء وتوفر النباتات والزهور بمناطق تهامة يسهمان في إنتاج أنواع جيدة من العسل مثل السدر والسمر، الذي يبلغ سعر الكيلو الواحد منه ما بين 300 و470 ريالا، وذلك بسبب ندرته وتكلفة نقل النحل من مكان إلى آخر. وأضاف الزهراني: إن تربية النحل باتت عملية مكلفة إذ يصل سعر الخلية الخشبية الواحدة إلى أكثر من 700 ريال بالإضافة إلى ما يتقاضاه العمال المكلفون بحماية النحل، من مرتبات تصل إلى ألفي ريال شهريا، وكذلك عملية نقل خلايا النحل في عربات تصنع خصيصا لذلك تصل تكلفة الواحدة منها إلى 10 آلاف ريال. ويقول أحد تجار العسل بمنطقة الباحة: إن النحل يتأثر بموجة البرد ويتسبب في تقلص أعداد النحل وهجرتها إلى مناطق دافئة تتكيف وتتواءم معها ويؤدي ذلك إلى تحسن الإنتاج والبحث عن الأماكن الأكثر دفئا مثل منطقة المخواة والقوز والتي تتميز هذه الأيام باعتدال الطقس ومناسبته لتربية النحل. ويرى سعيد الغامدي أن عملية الانتقال من منطقة إلى أخرى مكلفة نسبيا ولكن لابد من الانتقال وذلك بسبب البرد الذي يفتك بالنحل ويستغرق المكوث في المناطق الدافئة أكثر من ستة أشهر، حتى تعود الأجواء في المرتفعات إلى الاعتدال. ويقول خميس الكناني : على الرغم من انتقالنا هربا من موجة البرد إلا أننا نواجه الآفات التي تحارب النحل ومنها طير الورور «الحوقل» وهو عبارة عن طير صغير ذي منقار طويل ولونه أخضر داكن وهو يقوم بمهاجمة النحل وامتصاصه ثم يرميه، ويقوم هذا النوع من الطيور بأكل عدد كبير جدا منه مما يهدد بتراجع الإنتاج. كما أن هناك نوعا آخر وهو حشرة الدبور، والتي تهاجم الخلايا التي يتواجد بها النحل، وتقوم بأكلها وامتصاص العسل واحتلال الخلايا، ويضيف: يحاول النحل خلال هذا الهجوم الدفاع عن نفسه، إذ يمسك سرب من النحل بأحد الدبابير ويتم القضاء عليه ولكن هذا نادرا ما يحدث. ويقول صاحب المنحل فهد علي: إن المنطقة تشتهر هذه الأيام بإنتاج عسل السدر، الذي يعد من أفضل أنواع السدر في المنطقة الجنوبية. وبيَّن أن أصحاب المناحل حريصون على إيصال النحل إلى الأماكن التي تتوفر بها أشجار السدر وذلك مع بداية تفتح زهرة السدر ، لذلك فإن النحل لا يتمكن من إنتاج العسل وكذلك إذا تأخر صاحب النحل في استخراج الإنتاج فإن النحل يقوم بامتصاص الإنتاج ولا يتبقى منه شيء. من جانبه اوضح رئيس مجلس إدارة جمعية النحالين التعاونية المشرف على كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد الخازم الغامدي الى هناك اكثر من 95% من النحالين يهاجرون الى المناطق الدافئة وذلك بسبب شدة البرودة وقلة الانتاج حيث تنعدم الازهار وغيرها من النباتات كما ان الانتاج في المناطق الدافئة تكون اكثر من غيرها من المواسم بسبب وجود شجر السدر وأشار الدكتور الخازم الى ان الجمعية لم تقم بحصر عدد الخلايا في المنطقة الباحة ولكن هناك ترتيبات خلال الايام المقبلة لمعرفة اعداد الخلايا انا في منطقة الباحة فهناك ما يقارب مائتي الف خلية نحل وهذه احصائية غير دقيقة.