شاهدت حال مدرسة زمزم في صامطة ، الصور بعثها لي أكثر من صديق وقد كتب عنها البعض من الكُتّاب ، لكنّي سأكتب من رؤية مُختلفة ثم سأتناول لاحقاً تقرير الدفاع المدني المُرفق مع بقيّة الصور فأقول حين شاهدت أول صورة للمدرسة تذكرت فوراً بدايات دخولي للمدرسة عام 1960م أيّ قبل ما يُقارب من (50) عاماً في حاضرة الخرج كما تُسمى آنذاك وفي مدرسة ثُمامة بن آثال الابتدائية، حيث كان مبنى المدرسة عبارة عن منزلٍ طيني من دورين وباحة تطل على السماء تتوسطها شجرة سدر وتحتها برميل ماء يسبحُ فيهِ (العلق) حيثُ هو المصدر الوحيد لشرب التلاميذ ،قد يكون المبنى حينذاك مُهيباً سيّما والمقبرة الرئيسة في البلدة بجوارهِ، وحين ينتقل التلاميذ من الصفوف الأولى في الدور الأرضي إلى الصفوف الأعلى في السطوحِ فلا مناص من رؤية المقابر عبر الشبابيك المُشرعة صيفاً وشتاء تجاه المقبرة ، حينها حتى وإن كُنّا أقربُ إلى الراقدين تحت التُراب لم يُحدثنا مُعلم واحد عن عذاب القبر أو الثعبان الأقرع وغيرهما التي لعب على وترها مُعلمات ومُعلمو اليوم ، وهذا الرد الأبلغ على من يقول إن التعليم الذي تنتقدهُ هو الذي جعلك اليوم كاتباً وتحمل أعلى الشهادات ، فأقول لهؤلاء انتظروا فقد تسمعون العجائب . المعلمون آنذاك جنسيات مُختلفة وأكثرهم من فلسطين وبعد ذلك المصريون والسودانيون ثم العراقيون وقليل من السعوديين الذين يتسنمون حينها إدارة المدرسة أو المراقبين، لن أتحدث عن اسلوب التعليم أو بساطة اليوم المدرسي حيث كُنا نخرج في الفُسحة للذهاب إلى بيوتنا ثم نعود دون مُراقب يحوشنا كالبهائم ونُعاود اليوم الدراسيّ بكل نشاط سيّما حين كان التمر واللبن في الفُسحة غذاءنا الرئيس . أذكر في سنةٍ شتاؤها لم تعتدهُ صحراء نجد أن دعا مدير المدرسة قطع الحصص وجمع الطلبة والمدرسين في الباحة حيث البراميل يشتعل داخلها الحطب تبعث الدفء للتلاميذ وللمدرسة. انتهت المساحة سأكمل بعد غدٍ.