قالت أجهزة الأمن الفلسطينية الجمعة أن مستوطنين إسرائيليين متطرفين قاموا ليل الخميس الجمعة بأعمال تخريبية في مسجد قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وبحسب السلطات الفلسطينية المحلية فان المستوطنين احرقوا مصاحف وكتبا دينية وسجادة في المسجد الكبير في قرية ياسوف بعدما كسروا بابه. وبحسب المصادر الأمنية وشهود عيان فان المعتدين كتبوا شعارات معادية للفلسطينيين على جدران المسجد باللغة العبرية مثل "استعدوا لدفع الثمن" و"سنحرق كل شيء". واندلعت مواجهات صباح الجمعة بين الأهالي الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين الذين قدموا للتحقيق، وقوبلوا بالرشق بالحجارة. ورد الجنود الإسرائيليون بإطلاق القنابل الغازية. واثر انتهاء صلاة الجمعة تظاهر نحو 500 فلسطيني من سكان قرية ياسوف أمام مستوطنة تفواح المجاورة التي يعتقد أن المخربين أتوا منها، وبحسب شهود عيان فان حرس الحدود الإسرائيليين تصدوا للمتظاهرين مستخدمين القنابل الغازية. وندد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بشدة بهذا الاعتداء الذي يشكل "انتهاكا لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات"، متهما المستوطنين اليهود بتهديد الأمن والاستقرار في الأراضي الفلسطينية بحسب ما نقل عنه المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة. وحمل عباس الحكومة الاسرئيلية والجيش الاسرائيلي مسؤولية هذا الحادث، وطالب اسرائيل بوقف اعتداءات المستوطنين. ومن جهته قال عضو الكنيست العربي محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة انه "ما كان لهذه الجريمة الإرهابية أن تتم لولا تواطؤ السلطات الاسرائيلية مع عصابات الإرهاب الاستيطانية". وتابع "فكل المجرمين والإرهابيين من بين قطعان المستوطنين وأنصارهم معروفة للأجهزة الأمنية، وهذه الأجهزة تعرف بالضبط جميع المخططات والنوايا، ولكنها تتعامل مع هذه العصابات بقفازات من حرير، هذا إذا قررت أصلا صد جرائمهم". واعتبر بركة أن "ما يحدث في إسرائيل مسرحية وتقاسم ادوار تحت غطاء تجميد الاستيطان المزعوم". وقال "قرأنا في الأيام الأخيرة عن توقعات الأجهزة الأمنية لجرائم المستوطنين، فقبل أيام قليلة شهدنا جرائم المستوطنين في حي الشيخ جراح في القدسالمحتلة، واليوم نشهد حرق مسجد قرية ياسوف، ومن الواضح أن هذه الجرائم الإرهابية لن تتوقف". ونددت الإدارة العسكرية الإسرائيلية التي تلقت عددا من الشكاوى، بأعمال التخريب هذه ووعدت بملاحقة الفاعلين. وأكد الجيش الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية انه "يعتبر الحادث خطيرا". واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن هذا الاعتداء "عمل متطرف يهدف إلى عرقلة مساعي الحكومة باستئناف عملية (السلام) من اجل مستقبل إسرائيل". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية (يشع) داني ديان قوله أن هذا العمل "أحمق وكريه" وانه "يؤذي الاستيطان". وكان مستوطنون إسرائيليون في المنطقة ذاتها قاموا بتخريب منزل وثلاث سيارات في قرية أخرى قرب نابلس الأسبوع الماضي. ويعتمد هؤلاء المتطرفون سياسة الانتقام المنهجي التي تنطوي على استهداف الفلسطينيين كلما اتخذت السلطات الإسرائيلية قرارا اعتبروه ضد الاستيطان. وتأتي هذه الأحداث متزامنة مع قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بتعليق جزئي ومؤقت لبناء المستوطنات لمدة 10 أشهر في الضفة الغربيةالمحتلة.