فاصلة : (ينبغي للمرء أن يكون سيد نفسه ليكون سيد العالم) - حكمة ألمانية – رغم كل هذا اللهاث إلا أن في الغربة أوقاتا للتأمل والتفكر في كل شيء من حولك أو بعيدا عنك ، يعجبني تأمل الأشخاص من حولي وقراءة الوجوه العابسة أو الفرحة ويعجبني أكثر ممارسة الأحاديث السريعة حول الطقس مع الغرباء لأنها تكسر حدة التباعد بيني وبين الآخرين. بعض الطلاب هنا يفعلون ذلك ليتدربوا على مهارات المحادثة لكنني افعلها لكي لا أنسى مهارات التواصل الإنساني!! من خلال نظرية التحليل الاجتماعي الإنساني ل"اريك فورم " هناك أسلوبان من أساليب الوجود ،الأول هو ميكانزم الملكية :- يؤدى إلى العزلة التوجس والتنافس والعدائية والثاني هو ميكانزم الكينونة :- ويؤدي إلى النشاط والعطاء والحب والإبداع. وتقاس الشخصية وفقا لفورم من خلال قيمتها النابعة من هوية الإنسان وكينونته وقدرته على العطاء والتفاعل والإنتاج،لذلك فالذي يعيش الغربة عن بلده ولا يتأقلم مع المجتمع الجديد يصبح منعزلا . التأقلم لا يعني نسيان ومسح هويتك بل هو تأكيد لثبات هويتك في انسجامها مع المجتمعات الأخرى دون أي مساس بكينونتها لكن هناك نقطة مهمة في هذا التأقلم هو قدرتنا على أن نحب ذواتنا أولا لنستطيع تقبل الآخرين. سألت مرة صديقتي "المانشسترية" هل تحبين نفسك؟ قالت لا أعلم فانا مشتتة ما بين الدراسة وزوجي وأطفالي. أهديتها مرآة صغيرة وقلت لها مودعة: انظري في المرآة ورددي أنا أحب نفسي واخبريني غدا ما الكلمات التي وردت على خاطرك. هو تمرين جيد من تمارين "لويزا هاي" مؤلفة كتاب "كيف تشفي ذاتك" الأربعاء القادم سأحدثكم كم نحتاج إلى مثل هذه التمارين لنكون نحن أولا .