هُناك نُتفٌ صغيرة مُهملة في حياتنا لكن لها تأثير كبير ، وتقول أدبيات مُعظم الشعوب إن من يسرق بيضة اليوم سيسرق جملاً بسنامهِ في المستقبل ، ومن بين المُزعجات أن الناس هُنا لا تهتم بتلك الصغائر ولا توليها الاهتمام المطلوب مع أنهم يُدركون أن مُعظم النارِ من مُستصغر الشررِ، ولو سأل سائل : كيف ومتى يتشكّل السارق والفاسد ؟؟ لقلتُ من أول سرقة صغيرة حتى ولو كانت ريالاً واحداً من محفظة والده..!وحين يُقدِم الصغير على فعلٍ كهذا فكأن مقباس اللصوصية بدأ في الاشتعال داخل روحه لماذا ؟؟ لأن من ربّاه وعلّمه أبجديات الحياة لم يغرس في وجداناتهِ فضيلة الأمانة وأوليتها في سلوك الفرد السويّ ، هذا غير عدم المتابعة وإشباع ضروريات حياته وخصوصاً الحنان ثم اللعب. نعم فمسؤوليتنا تجاه صغارنا لا تقتصر على توفير الغذاء والكساء والمسكن بل أكثر من ذلك بكثير خصوصاً في عصرنا الحالي الذي تبدلّتْ فيه الأولويات وتعقدتْ الحياة وكاد الإنسان أن يفقد إنسانيته ويتمحور حول ذاتهِ فقط ولا يهمّه في الدُنيا إلاّ أناه وشهواته، حتى فلذات كبده قد لا يعنون لهُ الكثير ومن هُنا تبدأ جُل مشاكلنا. بعثت لي سيدة فاضلة وهي في الحقيقة قريبة لي أثق بصدق كلامها رسالة وكأنها تقترح عليّ أن أكتب موضوعاً حول الحادثة تقول " " كنا ذاهبين في أحد الأيام أنا وأفراد عائلتي إلى الملاهي وحان وقت الصلاة ، وبينما انشغل العمال للهرب وقت( البريك) الذي يستمتعون به وليس شرطا ان يُصلّوا فيه، رأيت ولداً عمره في حدود (12) عاماً ، كان يلعب البولينغ،استغربتُ حماسته المبالغ فيها وعندما ركزت على ماذا يفعل اكتشفت بأنه يوصي الطفل الصغير الذي معه بأن يضغط على زر بدء التشغيل وعندما تبدأ اللعبة يركض هو نحو القوارير التي يفترض أن يطيح بها جميعا عن طريق الكُرة الثقيلة فيقوم بإطاحتها بيده لُيحسب بذلك انه فائز فتُخرِجْ لهُ الآلة ( كوبونات) كلما جمع عدداً كبيرا منها حصل على الهدية المُعلن عنها، كل هذا بغفلة من الرقيب ، فإذا كانت هذه طريقة الولد الصغير لكسب المسابقات بالغش والتلاعب بالنتائج..فويل لنا منه إذا كبر وتبوأ مركزا مهما أو وظيفة حيوية أو أصبح في يده قضاء مصالح الناس. " انتهى حديثها. ليس لي في الختام إلا أن أسأل : ما الذي دفع هذا اليافع لفعلٍ كهذا ..؟؟ أترككم على خير.