قرأتُ دعوة إنجليزية ماتعة عن الثقافة الغذائية اليومية للإنسان ، وأهمية توزيع الوجبات ثقلا وخفّة . وهي - أي الدعوة – قد تكون مجرد نصيحة عامة لا تستند إلى أساس علمي مدروس ، لأن لكل فرد قابلية واستعدادا لا يمكن معهما الجزم بالتعميم ، ولا يمكن الحكم على الأمور فليس كل ما نسمعه أو نراه صحيحا . الحكمة أو الدعوة تقول : تناول فطور الملوك ، وغداء الأمراء ، وعشاء الفقراء . وقد يكون ذاك القول عفويّا جاء من طبيب عائلة انجليزي متأثر بنمط الحياة التي صارت إليها كل المجتمعات في الغرب والشرق واعتمدوا وبشكل شبه رئيس والآن الغرب – مثل غيره – دخل فلك الوجبات السريعة والطلبات الخارجية وخصوصا الجيل الشاب . وتُفصح الآراء المتعلقة بتقسيم وجبات تغذية الجسم أن الأكل الثقيل يحتاج إلى حركة تتلوه . أي أن عاداتنا الغذائية في تناول وجبات العشاء في المناسبات هي ممارسة لا تتصف بالصواب . وترى البحوث الحديثة أن الجسم اثناء النوم يحتاج إلى راحة المعدة ليتفرّغ إلى ضخ الدم ويجعل النوم هادئا ، بدلا من استعمال ضخ الدم لتسهيل عملية الهضم . وعمّت في نجد قديما عادة تناول القهوة العربية وربما في الصباح الباكر ، وترك الوجبة الصباحية إلى ما قبل الظهر ، تقريبا . والأخيرة تتكون من التمر واللبن والخبز والزبدة ( حسب حالة العائلة المالية) . أما الوجبة الحارة فيتناولونها في المساء المبكّر. البعض قبل المغيب وآخرون بعد صلاة المغرب . وتتألف الوجبة عادة من القرصان أو الجريش أو المطازيز والكثير من الباذنجان والقرع . وراجت نادرة آنذاك تقول إن أحد العامة سأل الجلوس عن " نظرية الاشتراكية " فقيل له إن الناس يتساوون في مسكنهم وملبسهم ومطعمهم . قال : أجل حنّا بديرتنا سابقين العالم ..! . لو فتحت غطاء ( طباقة ) أيّ قدر بديرتنا قبل صلاة المغرب لما وجدت غير القرصان والقرع والباذنجان ..! . يقول هذا وهو لا يدرى أن ذاك النوع من الطعام هو الأصح ، وهو - أصبح أخيرا – المزكى والموصى به ، بإجماع أهل التغذية . بقيت مسألة اللحمة . وقد سأل سائل من أهل الديرة رجلا قادما من الهند عن صيام الأقوام غير المسلمة فقيل له : هناك ديانات كثيرة . منهم ديانة يصوم أهلها عن اللحم شهرا واحدا في السنة ، فقال السائل : أجل حنا نصوم سنة كاملة عن اللحم . وإن اشترى أحدنا لحمة ( شرك ) بفتح الشين والراء وسكون الكاف ، ( وتعني المشاركة مع غيره فى لحمة من الجزار . فهو يُخبئها تحت ثوبه ، ويتجنّب المرور بالسوق المزدحم ، خوفا من عين حاسد .