تشتهر المائدة السعودية بأطباق شعبية، تعرف بخصوصية نكهاتها، ففي كل منطقة من مناطق المملكة، نجد مأكولاتٍ لا تتكرر في غيرها من المناطق، وتتميز هذه المأكولات بأسماء تستقى من طريقة تحضيرها، فال» مطازيز» في نجد، و» الخميعة» بشمال المملكة، كما تتربع أطباق مثل» الدغيبس»، و» الرقش»، و» المرضوفة» على المائدة الجنوبية بجدارة. « المطازيز» و»الخميعة» استقى» المطازيز»اسمه من تصغير قطع من عجين القمح» البر»، على شكل دائري رقيق ثم تجهيز كمية من اللحم، وإضافة البهارات والطماطم والبصل، ثم طبخها مع الخضار مثل الكوسا والقرع والباذنجان، وقبل نضجها توضع قطع» المطازيز» على التوالي، حتى لا تلتصق ببعضها وتترك على نار هادئة حتى تنضج، وتقدم غالباً في الشتاء، وعلى مائدة السحورلارتفاع قيمتها الغذائية. وتشتهر» الخميعة» في شمال المملكة، وتعني كلمة» خمع» العجن، والخلط بلهجة أهل الشمال، وتتكون من البر المخبوز على» الصاج» بالدبس أو العسل أو التمر، والسمن البري حيث تخمع وتخلط مع بعض حتى يتشرب الخبز السمن والدبس ثم تقدم، وعادة ما تقدم على السفرة الشمالية في الشتاء. « الرقش» النجراني وتعرف منطقة نجران أكلات عديدة، إلا أن أشهرها» الرقش»، و» المرضوفة»، ويتكون الرقش من رقائق من العجين تخبز على» الصاج» أو»التنور»، وتسمى الرقش، ومن هنا جاءت التسمية، ويتكون الرقش عادة من مرق اللحم والخضار المطبوخة مع البهارات في إناء فخاري، ثم يصب عليها مرق اللحم والخضار، وبعد تشرب رقائق الخبز للمرق، تقدم مزينة بالخضار. وتأتي» المرضوفة» كإحدى الأكلات المشهورة في نجران، ومعنى» الرضف» بالعامية شدة العجن، وترضف أي تضرب حتى تلين، وتتكون من الطحين البر والحبة السوداء، مع قليل من الملح والفلفل، ثم تقدم في إناء فخاري خاص، وتصنع في وسطها حفرة صغيرة، يصب فيها السمن الحار، وتقدم عادة في الشتاء. «المفالت» و»الدغيبس» وتعرف محافظة جازان بوجبة» المفالت»التي استقت اسمها من تساقط كرات العجين في الحليب، وتعرف عملية التساقط هذه في اللهجة الجنوبية ب» التفلُّت»، ويتميزهذا الطبق بقوام لين شبيه ب» المهلبية»، وتصنع من الحليب والسكر والهيل، فتطبخ كرات العجين بالحليب حتى تنضج، ثم تقدم، وتزين بالسمن، وتعد وجبة رئيسية على المائدة الجازانية. ويأتي» الدغبيس» على قائمة المأكولات الجنوبية وتعني الكلمة قرص العجين، ويتكون من دقيق القمح أو الذرة الذي يعجن و يقسم على شكل أقراص دائرية أو مستطيلة، ثم تطبخ مع مرق اللحم والخضار، وتغرف» الدغبيس»بصحن وتوضع عليها الخضار واللحم ويصب المرق في زبدية خاصة به. وجبات دسمة وتبين أخصائية التغذية حليمة عسيري أن الوجبات السابقة متنوعة، وذات قيمة غذائية عالية، و هي غنية بالفيتامينات لاحتوائها على الخضروات، إضافة إلى اللحم والقمح والذرة والعسل والدبس، فتجمع عناصر غذائية كالبروتينات، والنشويات والسكريات، إلا أنها وجبات دسمة يجب التقليل منها لارتفاع سعراتها، ومعظم الناس في السابق كانوا يعملون في مهن شاقة كالرعي و الزراعة، فيتحركون كثيراً، وبالتالي يحتاجون طاقة كبيرة، فكانت هذه الوجبات رئيسية على المائدة حينها، بينما بات معظم الأفراد قليلي الحركة، فيصعب الجسم حرق السعرات الحرارية العالية فيها، و تنصح عسيري باعتماد الرياضة في برنامج الحياة اليومية، لتجنب المشكلات الصحية. المرضوفة النجرانية