كانت حكاية الجد والجدة داخل صالة البيت الطيني اللي نعرفه باسم (القبة) تعني لنا ونحن أطفالا صغارا الشيء الكثير فلا قنوات ولا وسائل مسلية سوى حكايات الجد والجدة نقعد حولهم في ساعات الليل الأولى حتى يأخذنا النوم ونعجز نقاوم تقول جدتي في واحدة من الحكايات داخل مجلس القبة (ياعيالي أنا مانيب قايله لكم سالفة حتى ناكل المطازيز مع القريعة) ويعنى كلامها تحفيز لنا على تناول طعام العشاء المكون من الأكلة الشعبية الشهيرة المسماة (المطازيز) الذي يصاحبه القرع والكوسة والباذنجان المعروف محليا باسم ( البيدجان) لقد تناولنا العشاء المطبوخ من المطازيز وهو نوع من البر اللذيذ وما نزال رغم مرور السنين نستمتع بطعمه ونتشوق لتناوله وكانت جلسة القبة توحي دائما بالجلسات الليلية الممتعة التي تصاحبها الحكايات الجميلة من أفواه الجد والجدة والأم والأب حاملة معها براءة السواليف وبياض القلوب وللقبة هذه حكاية أخرى فقد كانت مقر عقد اللقاءات الأسرية في الغالب للتشاور حول كل مستجد أسري ولها في الصيف قيمة لاتنكر أما في برودة الشتاء ففي جلسة القهوة (مجلس الاستقبال)حيث المشب الناري والتدفئة تعني الشيء الكثير للأسرة. لقد صنع جيل آبائنا لأنفسهم الغذاء وأمكنة التدفئة وأشياء أخرى كانت هي الأساس في كثير من أمور الحياة فبارك الله لهم في حياتهم وأوقاتهم.