المكرم الاستاذ علي الموسى المشرف على صفحة خزامى الصحاري بجريدة «الرياض» السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ورد في خزامى الصحاري التي تشرفون على تحريرها ليوم الجمعة 25 ذو القعدة 1430 ه، العدد (15117) مقال بعنوان " بين المقرِّي وابن جنيدل ضاع صاحب شلعة "، من الأخ الفاضل عبد العزيز بن محمد اليحيان. وقبل الإجابة عن هذا التساؤل، أتوجه بالشكر الجزيل لجريدة «الرياضى» الغراء على اهتمامها بالأدب الشعبي، والشكر موصول لمحرر صفحة خزامى الصحاري التي دائما تفوح بالروائح العطرة. وإجابتي المتواضعة على هذا التساؤل الوجيه تتلخص في الوقفات التالية: الوقفة الأولى: الشكر والتقدير للأخ الفاضل / عبد العزيز اليحيان على إثارة هذا التساؤل عن صاحب شلعة. وهل هو صاهد بن باني من الدغيرات من شمر كما وردت في ديوان الداوردي للمقري، أم صاهد الدعجاني من عتيبة كما وردت في كتاب " المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية - عالية نجد " للأستاذ سعد بن جنيدل رحمه الله. الوقفة الثانية: افتخر بأنني أحد طلبة الأستاذ سعد الجنيدل رحمه الله، وأكن له كل مشاعر الحب والتقدير، وأعترف بعلمه وفضله وأدبه وخلقه. وقد كنا نخرج معه في رحلات مدرسية عندما كان مديرا للمدرسة الثانوية في مدينة الدوادمي، فكان يتصدر الجلسات ويسرد علينا القصص الأدبية والتاريخية ويورد القصائد ، فكان معينا لا ينضب، وأعتقد أن جميع من عرفه يشهد له بذلك. الوقفة الثالثة: لقد اجتهدت كثيرا وبذلت ما في وسعي ليكون ديوان الداوردي بالمستوى اللائق مادة وإخراجا، وليكون نافذة على حياة أسلافنا. وأحمد الله أنه قد نال إعجاب كثير من المهتمين. وقد حرصت على التأكد من القصائد والقصص الواردة في هذا الديوان، فكنت أرجع لبعض الرواة والحفاظ إضافة إلى بعض الكتب، ومع ذلك فالخطأ وارد، وما من أحد معصوم. أما بالنسبة لقصيدة شلعة فقد اتفقت رواية عمي - متع الله في عمره – مع ما يراه رجل فاضل وشاعر قدير وهو مهنا بن عبد العزيز المهنا رحمه الله. مما يعني أن هناك قدراً كبيرا من الصحة في الرواية الواردة في هذا الديوان. الوقفة الرابعة: ورد من بين الردود والتعليقات على المقالة في موقع جريدة «الرياض» الإلكتروني، تعليق جميل جدا للأخ الكريم تركي العتيبي، اشار الى الحلف وفي رأيي المتواضع أن هذه الرواية ترجح صحة القصة كما وردت في ديوان الداوردي. الوقفة الخامسة: إن من أهم مقومات العلم والكتابة أدب الطالب مع أستاذه، فمن باب الأدب مع أستاذي الجليل سعد الجنيدل رحمه الله، أقول لعل أستاذنا الفاضل اعتبره من الدعاجين بسبب الحلف، كما ذكر الأخ تركي. وإن لم يكن كذلك، فلعل أستاذنا قد أصاب في روايته، ولذا أرى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، ولولا إنشغالي ببعض الأعمال العلمية الأخرى لقمت بذلك. الوقفة السادسة: أن الأخ السائل الكريم عبد العزيز اليحيان شاعر جيد، ويحفظ الكثير من الأشعار، وقريب من المنطقة التي دارت فيها القصة. كما أنه من أسرة فاضلة تجيد الشعر والرواية، لذا أعتقد أنه من أفضل من يقوم بمهمة البحث عن صاحب شلعة، إذا لم يكن في ردنا المبين أعلاه ما يجيب على تساؤله. وفي نهاية المطاف، أحب أن أؤكد أن أستاذنا الجليل وأنا مجتهدان، ونهدف إلى حفظ تراثنا التليد من الضياع. فأرجو من الله أن يقينا شر العثرات، وأن يغفر لنا وللجميع الزلات. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال. الدكتور / محمد بن سعد المقرّي مُعِد ديوان الداوردي للشاعر عثمان بن صالح المقرّي وما انتقاه من الشعر الشعبي