أتاحت تقنية "البلاك بيري" أو ما يطلق عليه البعض "بيبي" فرصة "اللقاء الإليكتروني" لعدد كبير من الشباب والفتيات، من خلال "قروبات" تتجمع على كف اليد، وفي أي مكان من العالم، وتعبر عن ذاتها في "الشات"، أو "الإيميل"، أو الردود على المنتديات، أو تبادل "البلوتوث"، والرسائل المصورة، أو تصفح صفحاتهم على "الفيس بوك"، أو الدردشة مع آخرين "الماسنجر"، حيث تمكنت هذه التقنية الجديدة من استقطاب الكثيرين للدخول إلى عالم النت، وأصبح الواحد ب"ضغطة زر" قادر على التواصل مع من حوله في (المكتب، السوق، المطار، المدرسة، الجامعة، الكوفي شوب، المطاعم،...)، لا سيما حينما يكون هذا الآخر من غير جنسه!. وتعد تقنية "البلاك بيري"من التقنيات الحديثة التي ازدادت شعبيتها في الفترة الأخيرة لدى شرائح مختلفة من المجتمع حتى مع عدم احتياج البعض منها لهذه التقنية، والتي جعلتها مكملة ل"برستيجها" الشخصي او لتأكيد مواكبتها لآخر التطورات، ويفتضح عند سؤال البعض لهم عن أهم وابرز فوائدها ليتضح بأنهم واكبوا الموجة من باب التقليد لا أكثر. ورغم انها تقنية من المفترض ان يستفيد منها رجال الاعمال غالباً، إلا ان الكثير من الشباب والشابات وحتى الأطفال يصرون على اقتناء تقنية "البلاك بيري"، بل انهم لا يستطيعون الاستغناء عنه بعد ان اعتادوا على استخدامه، رغم ان البعض الآخر يستنكر هذا الإقبال الشديد من الكثيرين. استخدامات "البلاك بيري" يتيح جهاز الهاتف الجوال "البلاك بيري" الوظائف المعروفة كالرسائل القصيرة والوسائط والمكالمات الصوتية، إضافة لإمكانية استقبال وإرسال البريد الالكتروني عن طريق برامج خاصة تماثل في عملها البرامج الموجودة في أجهزة الحاسب الآلي، وهي التي صممت خصيصا لرجال الأعمال الذين يحتاجون لاستخدام الانترنت في اغلب الأوقات من خلال إرسال واستقبال الرسائل الالكترونية التي تبقيهم على إطلاع كامل عن سير أعمالهم. إلا ان الشباب حول هذه التقنية المفيدة إلى وسيلة لإضاعة الوقت من خلال الدخول إلى غرف الدردشة والتي أتاحتها التطبيقات المتوفرة في أجهزة "البلاك بيري" لتصبح هذه التقنية كجميع التقنيات الحديثة والتي دخلت مؤخرا و لم يحسن الكثيرون استخدامها. حب المظاهر وربطت سعاد الغريافي انتشار جهاز "البلاك بيري" بين أيدي الشباب والشابات لحب الظهور والتقليد الأعمى، وذلك ان اغلب مستخدميه لا يعرف مميزاته والإمكانات المتوفرة فيه، خصوصاً وأنها قامت بسؤال الكثير من الفتيات اللاتي يمتلكن مثل هذه الأجهزة وتأكدت من عدم إلمامهم بالخدمات الكثيرة التي يوفرها مثل هذا الجهاز. ويضيف " كثير من الفتيات عللن اقتناءهن لهذا الجهاز بمواكبتهن لزميلاتهن في الجامعة وللظهور بمستوى لا يقل عنهن، وهذا ما جعلني لا أحبذ اقتناءه لاقتناعي التام بعدم حاجتي له"، بينما تؤكد هاشمية عادل بأنها ستغتني عن "البلاك بيري" في اقرب فرصة نظرا لكونه جهاز كمبيوتر متنقلاً صغيراً يسهل عملية الدخول إلى عالم الانترنت من أي مكان وفي أي وقت، إضافة لإتاحته لها للدخول على الدردشة مع صديقاتها في أي وقت تريده دون الحاجة لوجود كمبيوترها الشخصي والذي يسبب لها الكثير من التعب والجهد أثناء التنقل به. ويذكر هاني منصور ان استخدامه "للبلاك بيري" أتاح له الكثير من المميزات كالدخول إلى بريده الالكتروني والذي ساعده على انجاز الكثير من أعماله المكتبية حتى عندما يكون خارجه. ويقول "لا اتفق مع من يقول بأن هذه التقنية الحديثة مجرد ظاهرة او موضة ستنتهي، وإلا لانتهى الكثير من التقنيات التي دخلت علينا في الماضي وتم تحسينها لتصل إلى ما وصلت إليه الآن. حادث مروري ورغم الحملات المرورية والتي طالبت سائقي السيارات بعدم الانشغال بالهواتف المحمولة سواء بالاتصال او قراءة الرسائل النصية، إلا ان البعض تمادى في ذلك ليصل به الحال لتصفح وقراءة بريده الالكتروني والرد على بعضها من خلال أجهزة "البلاك بيري" أثناء قيادتهم لسياراتهم متجاهلين ما قد تسببه غفلة بسيطة عن الطريق والتي قد تصل لكوارث لا يحمد عقباها، كما حدث مع احمد النمر والذي أوضح انه تعرض لحادث مروري أثناء توقفه في إحدى الإشارات المرورية من سيارة أخرى كان قائدها مشغولاً في النظر لجهازه لدرجة انه لم يلاحظ الإشارة الحمراء. بينما يتحدث إبراهيم حكيم انه تفاجأ أثناء مرافقته لأحد أصدقائه في سيارته عندما وجده يتحدث من خلال الماسنجر المتوفر في جهازه البلاك بيري والذي جعله يقود السيارة بطريقة غير سليمة ما حدا به لمطالبته بتجاهل هاتفه او التوقف بالسيارة حتى لا يتعرض لحادث مروري قد يسبب أضراراً جسيمة. تصفح النت وأوضح عبد العظيم السلطان الذي يدير محلا لبيع وشراء الهواتف المحمولة بأن ظاهرة استخدام "البلاك بيري" مثيرة بكل المقاييس، وذلك انه لم يتوقع ان هذا الجهاز سيجد رواجاً إلا عند رجال الأعمال فقط، بينما واقع الأمر جعله في يد الطفل الصغير قبل الكبير حتى رغم تجاوز أرخصها سعرا ل 1100 ريال، وذلك حسب المواصفات المتوفرة فيه. ويعزو السلطان الإقبال الشديد على اقتنائه هو إمكانية الدخول السريع لشبكة الانترنت وخصوصا الماسنجر وتطبيقاته. إدمان يسبب العزلة الاجتماعية ورغم ان اغلب مستخدمي "البلاك بيري" يمتدحون المميزات التي يحتويها والتي تتيح لهم التواصل اليومي مع الأصدقاء والمقربين، إلا ان بعضهم يؤكد بأنه يأخذ منهم الكثير من الوقت ما يحرمهم من الراحة والنوم الكافي، إضافة لعدم تناولهم وجبات طعامهم بشكل صحي إضافة لعزلهم عن اقرب الناس لهم من خلال اعتمادهم لاستخدام الرسائل النصية في التواصل على حساب المحادثات الصوتية او اللقاء.