انتقلت حمّى الأرقام المميزة من لوحات السيارات والهواتف المتنقلة إلى أجهزة البلاك بيري BB، إذ دخلت الأخيرة التي تستخدم خدمة ال«ماسنجر»، فضلاً عن اتاحتها لتصفح الانترنت والبريد الإلكتروني، ما زاد الطلب عليها، خصوصاً تلك الأجهزة التي تكون أرقامها مميزة، ووصل سعر بعضها إلى 20 ألف ريال، على رغم أن سعرها لا يتجاوز ألفي ريال. ويقول مالك أحد محال أجهزة الهواتف المتنقلة فهد الشريف، إن التنافس على أجهزة البلاك بيري المميزة والتي تتكون من ثمانية أرقام ارتفع بشدة، وزادت أسعارها كثيراً، إذ تم بيع أحد الأجهزة بنحو 20 ألف ريال، لأنه يتكون من ثمانية أرقام متشابهة. وأضاف أن بعض الأجهزة المستخدمة تُباع بأسعار أعلى من قيمتها الأولى وهي جديدة، فبعض الأجهزة قمنا ببيعها بسعر يتجاوز ألفي ريال، وشهدت طلباً من الزبائن في حين أن قيمة الواحد منها 1500 ريال، كما قمنا نحن في المحل بشرائها بسعرها على أنها جديدة على رغم أن صاحبها الأول استخدمها أكثر من خمسة أشهر. ولفت إلى أن استخدام الرئيس الأميركي باراك أوباما لجهاز البلاك بيري ونشر أكثر من صورة وهو يتحدث به، أو يتصفح الانترنت من خلاله أثناء حملته الانتخابية، زاد الطلب على اقتنائه، وأسهم ذلك في تسويق الجهاز محلياً، وجاءت خدمة «ماسنجر البلاك بيري» لتزيد الطلب عليه في السوق السعودية. وأوضح مورد أجهزة «بلاك بيري» محمد فرقان أن الطلب الكبير على أجهزة بلاك بيري ارتفع خلال الأشهر الخمسة الماضية بنسبة تتجاوز 45 في المئة عن الفترة التي سبقتها، ومع رغبة الزبائن على الرقم المميز الذي يحويه الجهاز أصبحنا نحرص عليه بشكل كبير، أو تكون الأرقام متقاربة، لافتاً إلى أن الزبائن كانوا في البداية يحرصون على ضمان الجهاز والشركة الموردة إلا أنه في الوقت الحالي أصبح الأهم هو رقم الجهاز الخاص بالمحادثة. وأكد أنهم باتوا ينتقون من الوكلاء الأجهزة ورقمها بدلاً من نوعها، وهذا الأمر أدى إلى انتظار الموردين لوصول الدفعة الجديدة من الأجهزة والبحث فيها عن الأرقام المميزة بدلاً من البحث في جودة الجهاز، ويسعي الموردون إلى الوصول أولاً للوكلاء من أجل الحصول على أفضل أرقام الأجهزة. وأضاف فرقان أن غالبية مقتني تلك الأجهزة في السعودية اشتروها لاهتمامهم بخدمة «الماسنجر»، أما البقية فهم يهتمون بتصفح البريد الالكتروني من خلال الهاتف الذي اعتبره من أفضل الهواتف الذكية المتنقلة في تصفح الانترنت والايميل، وهذه النسبة ليست كبيرة، إذ إن السواد الأعظم في السعودية يحرصون على الماسنجر. من جهته، قال المدير العام لإحدى الشركات المصنعة لأجهزة البلاك بيري في الشرق الأوسط خالد كفل: «تُعرف منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول الخليج باستخدامها الكثيف للهواتف، لاسيما الهواتف الذكية منها، كما أن هذا الاتجاه يحتاج إلى اعتماد الحزمة الواسعة ونشر تقنياتها اللاسلكية والنقالة الأكثر سرعة»، مشيراً إلى أن ذلك سيسهم في دعم الجهود الحالية الرامية إلى تنويع الاقتصاد وخصخصته، كما سيجسّد اتجاه الشركات نحو اعتماد مزيد من التطبيقات والبرمجيات التي تلبي حاجاتها. ولفت إلى أن آخر الأبحاث التي حصلوا عليها تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد تطورات مهمة العام الحالي، إذ ستبلغ نسبة انتشار خدمة الانترنت عبر الحزمة العريضة 3 في المئة، مرجعاً ذلك إلى انضمام المستهلكين إلى صفوف رجال وسيدات الأعمال الذين يستخدمون الهواتف الذكية، ما أدى إلى ارتفاع حركة الاتصالات النقالة المستخدمة مع الخدمات القائمة على الانترنت مثل التواصل الاجتماعي، وتحديد المواقع الجغرافية، والملاحة والبحث المحلي، وتبادل الرسائل الفورية وغيرها من الخدمات والتطبيقات. وأكد كفل أن استخدام هذه التقنيات أوجد فرصاً جديدة أمام مشغلي شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، فهم يستطيعون حالياً عقد شراكات مع مصنعي الهواتف الذكية لتقديم عروض ترويجية ترمي إلى تعزيز حركة نقل البيانات عبر شبكاتهم، مشيراً إلى أن العام الحالي سيكون دور الخدمات النقالة رئيسياً، فالمنطقة تشهد حالياً مزيداً من التطورات والتقدم على صعيد التقنيات النقالة، إضافة إلى الاستثمار المتواصل في البنية التحتية لشبكة الحزمة العريضة اللاسلكية، ممهداً السبيل لمزيد من الحركة على امتداد المنطقة. وذكر أن الارتفاع المستمرّ في مبيعات الهواتف الذكية يتطلب ضرورة تطوير مزيد من المحتويات المستخدمة مع الأجهزة النقالة، فالمستهلكون والشركات أدركوا أن استخدام الهواتف الذكية في تزايد، وأظهرت المبيعات المتنامية أن المستهلكين يطلبون أكثر فأكثر استخدام هواتفهم النقالة لإدارة شؤون حياتهم المهنية والخاصة، وزيارة مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل «تويتر»، و«فيس بوك».