تباينت ردود الأفعال الشبابية حول ما اصطلح على تسميته بال «بي بي أم» و المعروف علميا بتقنية «البلاك بيري» والتي باتت إحدى احدث الموضات على الساحة الشبابية بين الجنسين و تأتي التقنية الجديدة متوافقة مع بروز سطوة مواقع التواصل الاجتماعي و التي أزالت الحدود بين فضاء التعارف لينضم «البلاك بيري» إلى قائمة خدمات التواصل التي أدمن عليها الشباب وهو ما أثار تساؤلات وتباين في الآراء حول جدية استخدام هذه التقنية والتي صممت في الأصل لرجال الأعمال في حين يستخدمها بعض الشباب من اجل المتعة . ويعتبر ال Black Berry وترجمته بالعربية «ثمرة العليق»جهاز جوال يتيح الوظائف المعروفة للجوال كالرسائل القصيرة والوسائط والمكالمات الصوتية ، إضافة لإمكانية استقبال وإرسال البريد الالكتروني واستخدامات البلوتوث و الماسنجر و تصفح الإنترنت و المراسلة الفورية بين أجهزة Black berry والاتصال اللاسلكي . توفير للوقت سعود الحربي ، طالب جامعي ، أكد أن استخدامه لتقنية «البلاك بيري» وفرت عليه الكثير من الوقت والجهد ، مشيرا أنه امتلك الجهاز منذ 4 شهور واستطاع أن ينظم أوقاته بين الجامعة وعمله حيث يساعد والده في الشركة ، وأضاف الحربي « وأنا في الجامعة استخدمه في الدخول إلى رسائلي الالكترونية الخاصة بالعمل لأنجز مهماتي ، أما و أنا في العمل فاتواصل مع زملائي في الجامعة عبر خدمة «المسنجر»، مشيرا إلى أنه شكل شبكة تجمع أصدقائه في الجامعة بهدف تبادل الرسائل الفورية المباشرة عن أخبار الجامعة والمحاضرات والاختبارات . و عن سلبيات التقنية ، أكد سعود أن العيب يكمن في المستخدم وليس في التقنية ، مشددا على أن أي وسيلة متى ما استخدمت سلبيا فستكون النتيجة سلبية والعكس بالعكس ، فالسكين قد نستخدمها لطهي الطعام و لإيذاء الآخرين . استخدامات سلبية إلى ذ لك ، قال سليمان محمود 26 سنة ، أن اغلب استخدامات الشباب لجهاز البلاك بيري سلبية، مشيرا إلى أن الجهاز صمم أصلا لرجال الأعمال ليتمكن أصحاب الجداول المزحومة من التواصل مع مهامهم في كل وقت ، وأضاف سليمان « للأسف فان أكثرية الشباب يستخدمون هذه التقنية لإضاعة الوقت من خلال الدخول إلى غرف الدردشة والتي أحيانا ما تكون بين الجنسين مما قد يتسبب في مشاكل أخلاقية . موضة و كشخة من جهتها ، قالت نورا سعيد ، إن هناك فتيات كثيرات ليس لهن احتياجات لهذه التقنية و إنما جعلوها مكملة لبرستيجهم الشخصي أو لتأكيد مواكبتهن لآخر التطورات» مؤكدة انه بعضهن تفتضح أمرها عند سؤالها عن أهم وابرز فوائد الجهاز ليتضح بأنها واكبت الموجة من باب التقليد لا أكثر ، كما أن جداول أعمالهن لم تصل إلى حد الازدحام لاقتناء الجهاز . كما أبانت نوار ، أن بعض البنات يقتنيه لألوانه الزاهية ليس أكثر فهو مجرد ديكور ، مضيفة أن بعض البنات يلتهون في الدردشة او «الشات» مع صديقاتهن أثناء المحاضرات في الجامعة. اقتصادي أما مصطفى فواز ، فقد تحدث عن التقنية من الناحية الاقتصادية ، موضحا أن من ايجابيات «البلاك بيري» التوفير المالي حيث تفرض الشركات المقدمة للخدمة رسوم ثابتة ومحددة شهريا تغنيك عن الاشتراك في أكثر من خدمة ، حيث استطيع الاتصال التلفوني و ارسال الرسائل القصيرة واستخدام متصفح الانترنت في وقت واحد ، مؤكدا ان البلاك بيري بات واقعا لابد من التعاطي معه ، سواء كان للشباب حاجة حقيقة اليه او تعبيرا عن الرفاهية التقنية التي يتنافس الشباب للتباهي بها مواكبة للموضة . إدمان التقنية وفيما يتعلق بالأسباب وراء انتشار هذه الأجهزة بين الشباب ، قال محمد الغروي ، الأستاذ بمدرسة ذي النورين ، والمهتم بالشأن الشبابي ، انه أحيانا قد يكون هناك حاجة لمجموعة من الشباب مشتركة في الاهتمامات حلقة تواصل دائمة ، فوجدوا في ال»البلاك بيري» ضالتهم باعتبار أنه اقل تكلفة ، وفي المقابل هناك شباب اقتنوا الأجهزة بدافع الغيرة والتقليد الأعمى . وحول مدى تأثير ال «بلاك بيري» على تواصل الإنسان اجتماعياً قال الغروي ، انه هذا الجهاز سلاح ذو حدين فقد يكون ايجابياً في توصيل المعلومة لمجموعة من الناس وعلى النقيض تماماً يساهم هذا الجهاز في إضعاف قيمة التواصل فبعدما كان الناس يهنئون بعضهم البعض في المناسبات بالرسائل او الاتصال الهاتفي أصبحوا اليوم يقومون بذلك من خلال البلاك بيري ، فصار التواصل الاجتماعي يتجه الى مزيد من الاضمحلال. وأشار الغروى إلى أن يمكن رؤية بعض مشاهد العزلة الاجتماعية في أماكن تجمعات الشباب حيث تجدهم شكلياً متواصلين ، لكنهم فعلياً متباعدين فكل فرد مندمج في جهازه البلاك بيري او «اللاب توب» فصار الشباب في اتجاه تبديل الصديق الفعلي بصديق الكتروني ، وحذر الغروي في ختام حديثه ، من الإدمان الذي أصاب الشباب منوها انه إذا نسى احدهم جهازه يسرع في العودة لاسترجاعه ، ليس لحاجته له أو ضرورته وإنما فقط لإدمانه عليه».