كثرت في هذه الأيام العقوبات التعزيرية بالجلد حتى تجاوزت عقوبات الجلد الخاصة بالحدود كالزنا ، فبدأنا نسمع عن 1000 جلدة أو أكثر ، وهي لا توفر صغيرا أو كبيرا حتى العجوز السبعينية ، كما أن عقوبات السجن نفسها أصبحت شديدة ، والجلد كما هو معروف فيه مهانة للنفس البشرية التي كرّمها الله ، وقد يترك تأثيرا نفسيا على المجلود يجرده من كرامته واعتباره مدى الحياة ، كما أن السجن وخاصة لصغار السن قد يعرضهم لرفقة السوء في السجن فتسوء أخلاقهم بالتبعية ، ويتعلمون الوسائل المختلفة للإجرام ، ولهذا فنحن نرحب باقتراح رئيس محاكم المنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن آل رقيب الذي يقضي بتطبيق أحكام تأديبية محل الأحكام التعزيرية ، وعرض بعض الأسباب لذلك أبرزها تخفيف العبء على السجون وإلزام الحاصل فيها إضافة إلى ابتعاده عن رفقاء السوء داخلها الذين يقضون عقوبة كبيرة إثر الجرائم الكبيرة التي ارتكبوها ، والأخذ في الاعتبار حال أسرته ، وبخاصة إذا كان الشخص الوحيد الذي يعولها مضيفا أن مشروعية هذه الأحكام تأتي بهدف إبعاد الظلم عن الشخص ، إضافة إلى أنها قد تكون سببا في هدايته وتنمية مهاراته الفردية ، وأضاف أن هناك حالات معينة يتم تطبيق مثل هذه الأحكام فيها مثل شرب الخمر والمضاربات إضافة إلى بعض الجرائم الصغيرة التي لا تستوجب تطبيق أحكام قاسية عليها مثل الجلد أو السجن ، وأوضح أنه تم خلال اليومين الماضيين تنفيذ حكم قضائي من محكمة القطيف يقضي بمعاقبة شاب عشريني بحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن إضافة إلى العمل لمدة ساعتين يوميا نتيجة لدخوله في مشاجرة ، فعسى أن تجد آراء الشيخ آل رقيب قبولا لدى بقية القضاة .