قد لا أجد آراء القراء متجاوبة مع صدى هذا الموضوع أو أهميته ، لكنه في رأيي قد يهم المهتمين بالشعر الشعبي وقائليه ومحبيه . ثم إن الموضوع يتعلق بأُضحية العيد ، وهذا وقت الحديث عن الموضوع . فقد جاء في صفحة التحقيقات بهذه الجريدة يوم الجمعة الماضي موضوع شيّق عن الأُضحية ووصايا الأموات ، وغطى الزميل المحرر أبعادا قد لا تكون معروفة عند الجيل المعاصر، الذي يحتاج إلى تفاصيل كهذه وربما أكثر . فشكرا للجريدة وللزميل المحرر . ومع شكري هذا أُسجّل عتبي على المحرر في عجلته – أو لنقل على اجتهاده في إيراد قصة أراد بها إضافة شيء من التشويق أو الجذب أو البريق إلى الموضوع . وهى قصة الشاب الذي طلب منه والده شراء أضحية وهى " وصيّة جدّهِ "وأثناء عودة الشاب ، ومعه الخروف سمع وشاهد مجموعة من الناس يغنّون " السامرى " . وأعجبه بيت الشعر الذي يقول : - لفتت الغزلان وبطون السّلقْ ما كشف غراتهن كود البْريقْ عندها – حسب رواية ما كُتب ويُشاع - ربط الشاب الخروف بشجرة والتحق بالصّف مشاركا بالغناء . وعند النهاية سأل الشاب المجموعة : لمن تلك القصيدة ؟ فقالوا للشاعر المعروف محمد بن لعبون . وسأل : هل هو حيّ أم ميّت ؟ فقالوا له : ميّت ، فذهب إلى " وصيّة جدّه " ووجهها إلى القبلة .. وكبّر .. وذبحها قائلا : اللهم إنها للشاعر ابن لعبون ، متناسيا وصيّة والده الذي بدوره قَبِل ذاك التصرّف .!. أستصعب قبول الرواية أولا لأن السامري فن لا يُمارس في النهار مهما كانت الدواعي ، ويُمارس في الليل ، وبعد صلاة العشاء تحديدا . ويمتد " اللعب " بالسامرين حتى وقت متأخر أو " من الليل . ثانيا أن الفن لا يلتحق به طارئ ، أو أي عابر سبيل أو " عليمي " أو " غشيم " وإلا سيُصبح عبئا على جاره في الصف ولا بدّ من إتقان الحركات ، ومعرفة الميلان وما يقوله " الملقّن " الجالس في وسط كل صف من الصفين . كلمات مثل " يمين " .. " إلعب " .. " قدّم " "خلُّه " . والأخيرة معناها أتركه ، باللهجة القصيمية . وأي تعثّر من الطارئ أو غير المحترف سيثير نظرات اشمئزاز من الجار ومن الصف المُقابل . وأخيرا كيف أهمل الشاب طلب والده بأمر كهذا ( ضحية جده الميّت ). أجزم أنها – أي الرواية – نسج خيال سمعها المحرر من أحدهم ووضعها فى التحقيق بحسن نيّة .