الشاعر المعروف محمد بن لعبون والذي يمتد نسبه الى الوائلي، من قبلية عنزة. والده شيخ علم وأدب ألف كتاباً عن تاريخ نجد يعد من أهم كتب التاريخ في مجاله. ولد محمد في بلدة ثادق في ربيع الآخر من عام 1205ه وعاش تحت رعاية والده وتعلم القراءة والكتابة على يده فثقف محمد نفسه من مكتبة والده التي كان يطلع على ما فيها من كتب فتأثر بالتراث وبالأدب العربي فظهر ذلك جلياً في شعره ويعد ابن لعبون هو الشاعر الوحيد الذي أجمع على تفضيله أهل نجد وأهل الساحل وأهل العراق، وذلك بسبب أن ابن لعبون استطاع أن يمزج قوة الشعر النجدي برقة الشعر العراقي والساحلي مع روعة الإبداع ونستعرض جزءاً بسيطاً من شعر الذي يتناقله العامه ويحفظ ويضرب به الأمثال ومنه قوله: لو باتمني قلت ياليت من غاب واللي حضر با الوح واللي كتب به أمي وبوي الي رموني بالأسباب ياليتها عقب الحمال أسقطت به من قصيدة الذي يوحي بالحكمة التي سارت سير الأمثال قوله: الكل منا لو يصدق مقاله القول واجد والحكي عند الأفعال الصدق يبقي والتصنف جهاله والجد ما لانت مطاويه بتفال ماينطح السيل المختم خياله في واسع البطحا سوى كفة محال وفي المديح له مانجده عذباً وذا معنى قوي ومن ذلك عندما مدح صديقه: قال من دمعه على خده سكيب في مساء الين نجم النسر غاب في ديار ما لاقى فيها قريب أو رفيق يحتفي به بترحاب دمع عيني فيه منصب صبيب في جباها مثل مأمور السحاب كل من لي في رباها من حبيب أوصديق فجعله الله لذهاب بعتهم بيعة حصان فيه عيب وستجرت بظل من يروي الحراب عند منهو دوم لداعي مجيب ميمر ماصك للعانين باب قل عسى يفداه من لاهو عريب وان وعد يسقي شراب من سراب عند ابو مالك ملاذ اللي مريب مطلق الكفين مامون الجناب ما سعى المذكور في سعي يخيب او تميز غير في طرق الصواب با المحافل والمقافل له خطيب والثنا لا زال بهنزه الشباب وان حمي ميدانهم ماله لعيب وان حكى منهم فهو ذرب الجواب وفي شعر الهجاء كان له الدور القوي والجوله التي لا يستهان بها فله من المواقف التي تجعل الآخرين الوقوف عن منازلته خاصة في النقائض وما كان بينه وبين الشاعر عبدالله بن ربيعه من حرب شعريه حين اشتدت الخصومه بسبب وقوف كل منهما إلى جانب الفريق الذي يناصره. أما في الغزل والشعر العاطفي والذكريات المحببه للشاعر فإن له الكثير من القصيد الذي أثبت ابن لعبون (براعته) و(روعته) في نظم الشعر، حيث تعتبر هذه القصيدة من اقوى ما نظمه ابن لعبون والتي تميز بانها بدون نقط على الحروف (مهملة الحروف) نورد منها قوله: أحمد المحمود ما دمع همل أو عدد ما حال وادله وسال أو عدد ما ورد وراد الدحل او رمى دلوه وماصدر ومال او حدا حاد لسلمى او رحل سار هاكالدار او داس المحال احمده دوم على حلو العمل سامع الدعوى ومعط للسؤال ما على راك لعا واعلى ومل حاول الطاعه على ماصار حال ماحلا لولا صدور له وهل لو ورد ما عدها الماله إطال مارد حاله على حال الوحل طالما حس لروحه لامحال راد رود للمها سمه سحل عاد صل لسعه سل وآل ما دعى داع الهوى الا وسل روح مطرود الهوى ماله وسال ماعلى ورد دمعه لو هطل لا ولا مسراه عاد للهمال كذلك من أشعار الغزل التي أبدع فيها ابن لعبون وتميز في انتقاء الفاظها والوصف الذي ضمنه الابيات قوله: ألا يا بارق يوضى جناحه شمال وأبعد الخلان عني على دار بشرقي البراحه أقفرت ما بها كود الهبنى لكن ابها عقب ذيك الشراحه الى مريت باسم الله جني يفز القلب فيها للصباحه إلى قامت حمامتها تغني توصيني لاهلها بالنياحه يعود ان الحمامه خير مني وأنا وان كان لي بالنواح راحه فأنا بانوح دهري ما أوني إلى قوله: قلت لها ودمعي بانسفاح سقا السفح من ذاك المغنى عسى من كاذب يكسر جناحه ولا يحضى بحبه والتمني فساد الغى ردك عن صلاحه وأنساك الثنى لاهل التثني وأهل ذيك اللطافه والسماحه رعا الله عيشهن يا مارعني ولكن يوم صبري منك ماحه أعنادك لي وقصدك تمتحني ومن ذكرياته التي وثقها بالشعر له من ذلك قوله: حي المنازل بديم خزام اتحية الجار للجاره تحية العاشق الروام لمورد الخد في داره من ولف دار لابن عوام شبت بناد الحشى ناره واذكر بها مامضى بولام إن كان تنفع التذكاره فوق الامليح قطين خيام مضروبة دار ما داره منازل ياعلي مادام تنزل بها مي مع ساره علمي بهم من ثمان اعوام أيام ثوبي خضر خاره وأيام عيشي رغد وأيام أهل هل الغي وانصاره إلى قوله: واليوم صارت خيال أحلام ما عاد بالدار دياره مامن وليف لخله دام لوفيه من سادته شاره يمضي الشهر يا علي والعام ما حيت الجار للجاره عرفت بعض المقاطع الشعرية باللعبونيات نسبه الى ابن لعبون وهو منهج شعري يعتبر فناً بذاته اجاده الشاعر ومن نماذج هذا الفن أبيات الغزل تقول: زل دهرك يا محمد بالغزل والغزال الى تهزأ بالغزال والخدود الي كما وصف السجل ناكساتك بالسقم نكس الهلال والجبين الي بروقه تشتعل مع زلوف كنهن داجى الليال رنة الخلخال تحدث بك وجل مع كمالك ما استحيت من الرجال عاطلات الريم وادمي الرمل مع نبات ظلهن عندي ظلال