بات المركز الثالث في نظر بعض من يعملون في الاتحادات الرياضية أمرا مقنعا بالنسبة لهم، بل أنهم يرونه انجازا يستحق التهنئة وإسباغ عبارات التمجيد على من يحتل المرتبة الثالثة، والاكتفاء بالميداليات البرونزية، ومثل هذه الطموحات لا تليق إلا بأصحاب النفس القصير والطموحات الضعيفة والإمكانات غير الجدية ويا كثرهم في الاتحادات الرياضية السعودية التي أصبحت ترى أن في المركز الثالث أرضا للمتابع الرياضي السعودي الذي يقرأ عن أخبار المعسكرات والاستعدادات والوعود بانتزاع الذهب وفي نهاية الأمر يرى الوفود تعود بمركز لايليق بالرياضة السعودية وما تجده من دعم مالي ومعنوي كبيرين. اتحادات سعودية كثيرة تشارك فقط لكي تشارك وليس لكي تنافس على المراكز الأولى وتترجم خبرات السنين وعدد الأعضاء والحضور الاعلامي الى انجازات، ويضاف الى ذلك أن هناك اتحادات تتخذ قرار الاعتذار عن المشاركة في بعض البطولات كوسيلة هروب ليقينها أن استعداداتها ضعيفة وطموحها محدود وان حضورها لن يرتقي الى قوة المنافسين ، وقد حدث ذلك في أكثر من بطولة خليجية وعربية وآسيوية، والغريب أن هذه الألعاب مجرد احتلالها للمركز الثالث سرعان ماتتسابق على رفع التهاني الى المسؤولين، وكأنها حققت المستحيل على الرغم من أن الواقع يقول إنها لم تأت إلا بالإخفاقات المتتالية والنتائج المتواضعة. كان من الأولى أن تقدم اعتذارها وان يكون هناك اعتراف بالتقصير ومحاسبة جادة للاعبين والإداريين وللأعضاء بدلا من التواجد عبر الإعلام من خلال التصريحات الرنانة التي تعد هي (البطولة) الأهم لدى بعض الإداريين الذين يرون أن الاستمرار في المنصب حق من حقوقهم ولا يمكن التنازل عنه دون الشعور بروح المسؤولية التي تضع العضو أو اللاعب أو الإداري أمام خيارين لا ثالث لهما أما العطاء والبذل وفق الإمكانات المتاحة ووضع بصمة مؤثرة نحو النتائج الايجابية أو ترك المهمة لمن يستطيع العمل بفكر احترافي وروح لا تركن لغبار الكسل وتنام تحت ظلال الفشل. ومثلما كان هناك تفاعل مع إخفاق كرة القدم في تصفيات مونديال 2010 يفترض ان يكون هناك التفاتة الى الكثير من الألعاب التي أصبحت تكلف رعاية الشباب ميزانيات كبيرة دون أن ترسم خطط النجاح وسلك الطرق المؤدية الى الانجازات، انه أمر مخجل عندما ترى بعض الدول والمنتخبات العربية والآسيوية في الألعاب المختلفة ذات الإمكانات الضعيفة والميزانيات المتواضعة وقد احتلت مراكز أفضل من تلك التي تحتلها المنتخبات السعودية ودون ان يكون هناك تحرك لتصحيح الأوضاع وتعديل الأخطاء والابتعاد عن الكلمة المكررة والمحببة لدى بعض الاتحادات (مبروك عليكم المركز الثالث) وهو مركز بكل تأكيد يعكس ضياع الكثير من الالعاب!!