ضحايا المخدرات ضحايا الوهم الخادع والحياة الزائفة وبريق المتعة الكاذبة ، شباب وفتيات من مختلف الأعمار ، يقبعون خلف القضبان يقضون فترة محكوميتهم عيونهم دامعة بعد فقدهم الحرية ، تمر أيامهم بطيئة وهم يعدون الأيام والليالي وينتظرون الفرج ولحظة الخروج ، وفي أذهانهم ألف سؤال وسؤال .. في جولة ميدانية لأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على هؤلاء الضحايا من خلف القضبان كان مع أحدهم هذا الحوار.. *ماهي أسباب دخولك؟ - سبب دخولي السجن تعاطي المخدرات وترويجها وليس قلة وعي وجهل مني بمخاطرها ولكن زين لي الشيطان سوء عملي وبتشجيع من رفقاء السوء والبحث عن الثراء السريع. *كيف ومتى تم القبض عليك ولماذا؟ -تم القبض علي من قبل رجال المكافحة في تاريخ 24/10/1423ه ووجدوا بحوزتي جرامات من الهيروين، وكمية من الحشيش والحبوب المخدرة . *كيف كانت نظرتك للمخدرات قبل التعاطي؟ أخي الكريم لا اعتقد أن هناك من يجهل المخدرات وما تخلفه من آثار، وأنا عن نفسي كنت أنظر لها نظرة استحقار وكره شديد وأنها فعلا طريق للهلاك ودمار للعقل والمال وهناك ضحايا كنا نشاهدهم وهم يتساقطون بين ايدينا وكثيرا ما كنت احذر الآخرين منها ومن شرها وعدم الدخول لعالمها المظلم وكنت أنا من دخل لهذا العالم واكتوى بناره بمحض إرادته وخسر كل شيء من أجل طمع وسعادة زائفة. *من الذي عرض عليك فكرة التعاطي. وأين مصيره؟ - نحن أصدقاء كثر نجتمع دوما،وإذا أردنا القيام بأي عمل فإننا نعمله سويا وليس هناك شخص بعينه وكانوا رفقاء سوء وهم من قادوني للتعاطي ناهيك عن أنه كان لدي حب استطلاع وخوض التجربة في بداية الأمر . *هل تشعر بالندم الآن؟ - أكيد ومن سيكون سعيدا وهذه نهايته وأزداد ندما عندما أتذكر زملاء الدراسة فمنهم الآن الطبيب والضابط والمعلم. وأتذكر زميل دراسة يعمل الآن ضابطا كانت ظروفه صعبة ووالده متوفى ومع ذلك أصر على تحقيق هدفه لمسح ظروفه القاسية وفعلا حقق ما تمناه مع أنه لم يكن لديه من يوجهه في شبابه. حقا إنهم هم الرجال الذين اخذوا بالنصيحة وواصلوا تعليمهم ورسموا مستقبل حياتهم وابتعدوا عن شلة (الهجولة ) أيام الدراسة الذين ضيعونا بضياعهم . ولكن الندم دائما ثمرة لفوات الأوان.. و بمجرد أن يضع الواحد منا الله بين عينيه، وخاصة من لهم نفس التجربة، ويفكروا ويتأملوا آلاف المرات.. قبل أن يندفعوا وراء المتعة الكاذبة لكان أجدر بهم وأسلم فمن كان مع الله كان الله معه. *ما أصعب تجربة مرت عليك؟ إن أصعب تجربة مررت بها هي إدماني على الهيروين،الذي أهلكني وجلب لي الفقر وجعلني معدوم الضمير وأشبه ما أكون (بالبهيمة) . وقد حول نظرتي لمن كان ينصحني ويعطف على حالتي ويبحث عن سعادتي عدواً لدوداً . لهثتً خلف أصدقاء السوء وتعاطي المخدرات حتى قادني الهيروين للإدمان والفقر والسجن . وبعت اغلب ممتلكاتي الثمينة من اجل الحصول على جرعة من هذا السم الزعاف حتى أفلست وامتهنت السرقة والترويج حتى تم القبض علي واعتقد ليس هناك أصعب من هذه التجربة المريرة . *ماالذي تعلمته من السجن؟ - لا شك أن السجن دار إصلاح وتهذيب وفيه تعلمت ما كنت أجهله في أمور ديني والمحافظة على الصلاة، وهو جزاء وعقاب لي والمستفيد أولا وأخيرا هو أنا، وأتمنى من الله الثبات والهداية وأن ما حصل كبوة جواد. وأنا الآن أواصل تعليمي الثانوي ولله الحمد حتى ألحق بالركب، ولكن الحرية جميلة والحمد لله على كل حال. *ما هي تطلعاتك وآمالك المستقبلية بعد الخروج إن شاء الله؟ -الحصول على حياة مستقرة بجميع ما تعنيه هذه الكلمة وبعد حصولي على الثانوية العامة سوف أبحث عن وظيفة تكون عوناً لي ومصدر رزق وبلدنا فيها الخير الكثير ولله الحمد. وأهم ما أفكر فيه بعد خروجي هو تغيير (شلتي ) السابقة للابتعاد عن التعاطي والاستمرار إن شاء الله في التعافي وحضور المحاضرات التوعوية و(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) وباب التوبة مفتوح ولله الحمد ،وأجمل شيء في الحياة أن يراجع الإنسان نفسه ويقوم بتصحيح أخطائه.والرجل ينقل عيبه معه وليس هناك ما يعيبه.إلا الاستمرار في الخطأ.واسأل الله العزيز أن يعفو عنا وعنك وعن المسلمين أجمعين.وأن يجمع شملنا بأهلنا وبمن نحب وان يصطفي لنا الصالحين الأخيار. احد ضحايا الهيروين *هل هناك من كلمات في نهاية الحوار تلخص به تجربتك؟ -نعم هناك كلام كثير ولكن ألخصها بقولي بأن التجربة كانت قاسية ومريرة. فقدت بسببها أشياء كبيرة وكثيرة ، منها عقوق الوالدين وضياع تعليمي وصحتي ، كما بدلت سعادتي بالأحزان وتجارتي بالإفلاس ، وليعلم الجميع أن متعاطي المخدرات كل يوم لهم حال، حياتهم دموع وتعاسة وألم وحسرة وندم وانفصام بالشخصية يقودك للعزلة والشك الزائد. هذا نداء (مجرب ) لكل الشباب أقول لهم إحذروا وابتعدوا عن المخدرات وأهلها إلا إن كنتم تريدون الانحطاط والفقر والذل والهوان والعقوق فعليكم بالمخدرات وانظروا مع الأيام ماذا ستفعل بكم؟!