إنها لثقة ملكية غالية، وأمانة عالية.. تلك التي تقلدها رجل صدوق، قوي أمين، فصادفت مكانها، ووافقت زمانها، حتى صدق فيه قول الشاعر وفيها: فلم تكُ تصلح إلا له ولم يكُ يصلح إلا لها لقد عرفت معالي الدكتور ناصر الداود منذ أعوام طويلة.. بل منذ بدأ حياته العملية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أستاذا في كلية العلوم الاجتماعية، ثم وكيلاً، ثم عميداً؛ فعرفت فيه مثال الاستقامة والخُلق الرفيع، والأمانة والصدق في التعامل، والنشاط والحيوية والعمل الدؤوب، والبشاشة والبساطة في لقاء الناس، رغم ضغوط العمل وكثرة المشاغل والأعمال. وبقيت هذه أخلاقه وصفاته حين غدا مدير إدارة التعليم بمنطقة الرياض، تلك الإدارة التي تفرض على مسؤولها أن يعمل ويقابل أجناساً متمايزين متنافرين من مديرين ومدرسين وأولياء أمور؛ فكان فيها منارة الاهتداء، وكوكب الحائرين، ممسكاً بالعصا من الوسط؛ فلا يخرج أحد من مكتبه إلا متهللاً جذلاً، قد نال ما يتمنى وزيادة. ولم يكن رجل بمثل هذه الأخلاق والصفات المتميزة ليخفى عن أنظار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وهو الخبير بالرجال العارف بدواخلهم، ومظاهرهم ومخابرهم، وهو الإداري المحنك فاختاره من بين سهام كنانته، فوجده أمرها عوداً وأصعبها مكسراً، فاختاره مديراً لمكتب سموه، ثم غدا وكيلاً لإمارة منطقة الرياض. فأضاف إلى ما عنده بأن نهل من مدرسة «سلمان» حتى صار علماً من أعلامها، وأحد رجال الدولة المخلصين، فما انفك حتى كافأته القيادة الرشيدة بأن طوقته بالثقة العزيزة الغالية مستشاراً لسمو أمير الرياض. ولعلي لا أمدح الرجل إلا بما هو فيه؛ فإني ما رأيته إلا هاشاً باشاً، لا تفارق البسمة محياه وسمته، مع كثرة مسؤولياته ومشاغله؛ وإني ما عرفته إلا هاباً ذاباً عمن يلجأ إليه وقت الحاجة، منافحاً مكافحاً عن حق لضعيف حتى يعيده، أو ظلم لحق بأحد حتى يزيله، لا يرد الآملين، ويرقأ دمعة المتألمين. إنني في الختام لأبارك لمعالي الدكتور ناصر ثقة مليكنا المفدى، وثقة أميرنا المحبوب، وأدعوه وأدعو له مراراً وتكراراً بالسداد والرشاد،.. وإلى الأمام دوماً في خدمة الوطن وقيادته الرشيدة. * نائب أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية