شهدت بلادنا والعالم أحزانا عظيمة لفقد رجل الخير والمثل العملي للإنسانية سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله وصدق الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما قال: «خير الناس أنفعهم للناس». وهو بحق كان ذلك الإنسان العظيم، وقد وصفه أمير الوفاء الأمير سلمان بن عبدالعزيز بقوله: إنه جمعيات إنسانية متنقلة. فلا يوجد مجال من مجالات الخير إلا وسلطان له النصيب الأوفر فيه. فاستحق بلا منازع أن يسمى سلطان الخير لذلك فإن عمل سلطان لن ينقطع بل هو دائم حتى يرث الله الأرض ومن عليها. وإن من يراقب هذا الحزن الذي عم البلاد بفقد هذا الانسان العظيم، يدرك بحق حجم الفقيد في قلوب أبناء الوطن عموما واخوته قادة البلاد خصوصاً الذين ضربوا لنا أفضل مثال في الوفاء والحب وليس ذلك بمستغرب على هذه الأسرة الشامخة ذات الامجاد فهم مدرسة مكارم الأخلاق العربية والاسلامية ومعالي صفات الرجال. فهذا خادم الحرمين الشريفين وهو يعاني ما يعانيه من الألم أبى إلا أن يكون في مقدم الركب لاستقبال جثمان الفقيد وها هو سلمان الوفاء ملازم لأخيه في كل مراحل العلاج يضرب أروع الأمثلة في الوفاء والحب والإخاء وها هم أبناء عبدالعزيز كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء، وها هم السعوديون المخلصون والنبلاء من العالم يتشاركون في أحزانهم بفقد رجل الانسانية والخير سلطان. كان سلطان الخير رجل دولة بمعنى الكلمة وقائداً وراعياً للخير في كل مناحي التنمية. فقد كان وزيرا للدفاع والطيران والمفتش العام كما كان رئيس اللجنة العليا للاصلاح الإداري بالمملكة لكنه كان فاعلاً في كل ما يخدم الوطن بوجه عام فتولى مهام ترسيم الحدود مع الدول المجاورة وكان مفاوضاً ناجحاً استطاع بحنكته وقدراته الفذة تحقيق الأهداف المرسومة. كما كان رجل البيئة الأول في المملكة وساهم بشكل فاعل في إنشاء المحميات والحفاظ على الحياة الفطرية في المملكة، كما كان رجل الاقتصاد والسياسة حيث كان له الدور الفاعل في المجلس الاقتصادي الأعلى. ولن أتجاوز إذا قلت إن سلطان الخير في كل عمل تنموي سعودي له الأيادي البيضاء والسعي المشكور. أما على الصعيد الاجتماعي فإنه بحق يصدق عليه قول الشاعر: تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائلهُ فكم من كربات فرجها الله على يده وكم من يتيم مسح بيده الكريمة أحزانه وكم من فقير كان سلطان الخير مصدراً لقضاء حوائجه وإذا أردت أن تعرف صدق ما أقول فاستمع ماذا يقول السعوديون الذين خرجوا يبكون فقد هذا الإنسان العظيم ويدعون له بالرحمة والمغفرة، قال صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في الأرض فمن شهدتهم له بالخير وجبت له الجنة). ونحن في المنطقة الشرقية وفي حاضرة الدمام نرفع أيادينا داعين الله لفقدينا أن يتغمده بالرحمة والمغفرة والرضوان وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنان إلى أن يلقى ربه، وأسأل الله أن يجعل مثواه الجنة وأن يجمع الكلمة ويوحد الصف تحت قيادة الأسرة التي اجتمع عليها أبناء هذا الشعب الوفي. وإن مما يداوي الجراح والأحزان بفقد الغالي سلطان، تعيين صاحب السمو الملكى الأمير نايف بن عبدالعزيز خلفاً له في ولاية العهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية وهو بحق خير خلف لخير سلف.. فخادم البيتين لا تقضى كرائمه غاب الهلال فهذا نوره ثاني أبا سعود وفيك الخير منعقد لاحت بشائره تزهو بألوان وبدأ الشعب السعودي الوفي لقيادته ووطنه بعد الأحزان يتبادلون التهاني بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد حيث أجمعت كلمة ولاة الأمر على الخير، فشعب بهذا الوفاء يستحق ولاة أمر كهؤلاء القادة الميامين. أدام الله علينا الأمن والأمان وجعل ما أصابنا بفقد سلطان الخير آخر الأحزان. وعم بالخير والأمان كافة ربوع الوطن تحت قيادتنا الرشيدة وولاة أمرنا الأوفياء. شيخ قبيلة الدواسر بالدمام