واستهل ترحيبي بك واحتفائي بعودتك بأجمل بيت شعر قالته العرب، وأبلغ قولٍ جامع يلخص ويختصر كلًّ قول في قيمة أن يمنحك الوطن لقب «سلطان الخير». ذلك قول الشاعر: مَنْ يفعل الخيرَ لا يَعْدَمْ جوازيه لا يذهب العُرفُ بين الله والنَّاس وأقول... من بين كل الألقاب التي أطلقها أبناء هذا الوطن الغالي على ابن هذا الوطن الغالي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز احتفاءً واحتفالاً بعودته إلى أرض الوطن يبرز بقوة وينتشر لقب «سلطان الخير» وأكاد أجزم أن سموه الكريم لو خُير في أن يختار لنفسه لقباً من بين كل هذه الألقاب التي أطلقها أبناء الوطن عليه لاختار لقب «سلطان الخير» لما لذلك من دلالة على أن السمة الغالبة على شخصية الأمير هي سمة الخير، وأي سمة أعظم وأجل من سمة الخير، وأي لقب أسمى وأغلى من لقب «سلطان الخير» يمنحه هذا الوطن لأميره المحبوب تعبيراً عن امتنانه وشكره وتقديره لكل ما قدمه سموه الكريم لوطنه وأمته من ضروب الخير في أجل وأسمى معانيه «سلطان الخير» سلطان العطاء، سلطان الجود. أيها الأمير: هينئاً لسموكم مثل هذا اللقب، بل هنيئاً لسموكم هذه الشهادة إنها بحض شهادة وطن وأي شيء أعظم وأجل من أن تنال شهادة جامعة في مكارم الأخلاق وفي «الخير» منها بصفة خاصة، شهادة يعتمدها الوطن كل الوطن وفاءً بحقك عليه وعرفاناً بالجميل ولسان حال الوطن كل الوطن ينشد وهو يستقبلك: مَنْ يفعل الخيرَ لا يَعْدَمْ جوازيه لا يذهب العُرفُ بين الله والنَّاس فكم يحفظ لك هذا الوطن في ذاكرته من فعل الخير ربما كان خير من عبر عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وهو يُثمِّن اختيارك (شخصية العام الإنسانية) لعامين متتاليين فقال: (هذا الاختيار صادف أهله وهو ردّ جميل لرجل بحكم مؤسسة خيرية تمشي على الأرض) وهو بمثابة الدوحة الباسقة والشجرة الطيبة التي تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها. لكن الشيء الجميل الذي يلفت نظر كل متأمل في «سلطان الخير» يدرك أنه (لا يضيق من فعل الخير على كثرة ما يبذله فيه من وقت ومال وجهد، وهو أمر لا يقوى عليه إلا من فطره الله وطبعه على حب الخير وحببه إلى نفسه)، فتراه وهو يبسط يده بالخير متهللاً طلق المحيا تكاد ابتسامته تملأ فضاء وجهه الكريم كله، وكأني بالشاعر العربي القديم إياه كان يعني وهو ينشد: تراه إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله هينئاً لك أيها الأمير فاليوم والوطن كل الوطن يحتفي بعودتكم الميمونة، يمنحكم في احتفالية بحجم الوطن كله شهادة جامعة كل مكارم الأخلاق وفي أعلاها منزلة ومرتبة وهو «الخير» فسموكم في وجدان هذا الوطن وعيونه «سلطان الخير» وعود على بدء أنشدك: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس * مديرة جامعة نورة بنت عبدالرحمن