الحمد لله القائل في محكم التنزيل (كل نفس ذائقة الموت) والقائل جلَّ وعلا (لكل أجلٍ كتاب) وصلى الله وسلم على خير خلقه والهادي البشير وآله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: ففي ظهيرة يوم الخميس الموافق 6/9/1430ه انتقل إلى رحمة الله تعالى والدي الحبيب أسبغ الله عليه رحمته ورضاه إنه كريم جواد، وأيم الله فكأن الزمن وعقاربه قد توقفت عند لحظة موته يرحمه الكريم المنان كيف لا؟ إنه الوالد الحنون ذو الوجه البشوش الراضي بقضاء الله وقدره، فقد كان قبل موته بلحظات يسيرة صابراً محتسباً، ويسأل عن أبنائه وبناته كيف هم وما أحوالهم بابتسامة تعلو محياه رفع الكريم درجته في الفردوس الأعلى، ومن منطلق حث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما في الأثر على (ذكر محاسن الموتى) فقد كان الوالد يرحمه الله محباً للجميع ولا يحمل في قلبه حقدا ولا بغضا لأحد أبداً متمنياً لجميع أقاربه ومعارفه وجيرانه ومحبيه الخير دائماً، ويسعد بسماع ما يسعدهم ويسر لسرورهم ذا ابتسامة للجميع هكذا عهدناه وكذا ألفيناه. هذه خواطر تتراود في خاطري وإلا فإن من تيسر له حضور جنازته ودفنها وشاهد الجمع الغفير من محبيه يدرك ذلك نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً. أسأل المولى جل وعلا أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يثقل ميزان حسناته ويتجاوز عن سيئاته إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وآمل أن يكون في سيرته الطيبة الأسوة الحسنة لي ولإخواني وأختيي -يحفظهم الله- جمعنا الله بوالدينا في مستقر رحمته ودار كرامته، وآمل منهم ومن جميع أحبابي أن يضعوا يوم لقاء الله أمام أعينهم، وأن يعملوا له ولما بعده من الطاعات والأعمال الصالحة ما يجعلهم في ظله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، مذكراً بقول ابن القيم رحمه الله تعالى: يا معرضاً عما يراد به وقد جد المسير فمنتهاه دانٍ فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد راحاته يوم المعاد الثاني وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح، وحفظ لنا ولاة أمرنا من كل سوء ومكروه وأدام على الجميع نعمة الأمن والإسلام. * ديوان المظالم بالرياض