مليارات الريالات تنفقها الدولة سنوياً على التنمية ومنها تنفيذ وصيانة البنى التحتية في جميع مناطق المملكة العربية السعودية ومنها الطرق داخل وخارج المدن، ولدينا شبكة طرق بين المدن تعتبر من أطول وأحدث الطرق في المنطقة. هذه البنية التي صرف عليها الكثير ينقصها العديد من الأساسيات التي لابد منها لأي طريق طويل، ومن خلال تجربة شخصية في إجازة رمضان والعيد الماضية حيث قررت أن تكون السيارة وسيلة السفر بطريقين مختلفين. المرحلة الأولى ذهابا من جدة إلى الزلفي وهي مسافة 1000 كيلو متر تقريبا عن طريق المدينةالقصيم السريع، وأذكر أني استخدمته منذ 6 سنوات تقريبا وقبل افتتاحه رسميا، ولم يتغير كثيرا عما كان عليه سوى وجود محطتين في الاتجاهين عند الحناكية، وانتهاء مرحلة بيع الوقود ومواد التموين عن طريق الأفراد الذي كان سائدا. المسافة من المدينةالمنورة إلى القصيم 475 كيلومتر ولا يوجد سوى محطة بنزين واحدة فقط بعد 100 كيلومتر من المدينةالمنورة هي محطة الحناكية وحتى تصل أطراف القصيم، الطريق بحاجة إلى استراحات وليس محطة وقود واحدة لا يتوافر فيها أبسط احتياجات المسافر، وهو أيضا بحاجة إلى تكثيف دوريات أمن الطرق حيث إن عددها قليل عطفا على طول المسافة. والمسافرون بحاجة إلى دورات مياه نظيفة وغرف صحية للراحة!! والتي نفتقدها في جميع طرقنا ومحطاتنا داخل وخارج المدن. المرحلة الثانية العودة من الرياض إلى جدة عن طريق مكةالمكرمة السريع وهذا الطريق يشترك مع الطريق الأول في كشط الإسفلت وإعادة السفلتة، وانعدام النظافة في جميع محطات البنزين بما فيها استراحات ساسكو صاحبة امتياز الطرق، وأيضا كثرة سيارات النقل الصغيرة والتي تحمل أكثر من طاقتها وكثافة حركة الشاحنات التي تجوب الطريق ذهابا وإيابا. أجمل ما في الطريق هو طريق الهدا – كرا – الذي تم إعادة افتتاحه بعد تنفيذ الطريق المزدوج والذي هو مفخرة لنا بحق، وأسوأ ما في الرحلة هو طريق غير المسلمين حيث إنه موحش والجوال لا يعمل معظم الطريق ولا يوجد فيه أي محطة بنزين والطريق ضيق وعبارة عن حفر لمسافات طويلة تسببت فيها شاحنات وسيارات تجوبه ليل نهار، ما يلفت الانتباه لوحات وزارة المواصلات الترحيبية والتي تطلب الملاحظات، وطلبي هو زيارة هذا الطريق وطريق السيل لغير المسلمين لمعرفة المشاكل التي يعانيها المسافرون. هذان الطريقان يسلكهما مئات الألوف من المسافرين سنويا من داخل وخارج المملكة للسياحة والزيارة والعمرة والحج وكلها تحتاج إلى توفر مقومات الطريق المريح طوال العام وليس أوقات الحج وأهمها دورات المياه النظيفة للرجال والنساء وتوفر استراحات بمعنى الكلمة وليس محطات جل همها بيع الوقود وتشغيل السوبر ماركت والمطعم. نظافة المساجد ودورات المياه والغرف ومحتوياتها أمر يحتاج إلى وقفة وحلول سريعة فهناك النساء والأطفال وكبار السن ممن يحتاج خدمات متوافرة لرحلات طويلة تصل آلاف الكيلومترات. للتواصل أرسل sms إلى الرقم 88522 تبدأ بالرمز 472 ثم الرسالة