** تسعة وسبعون عاماً من الشموخ.. ** ألا تستحق الاحتفاء.. والتذكر.. والتذاكر؟! ** وهل هناك ما هو أعظم من أن يتوقف الإنسان أمام الوطن. ويستعرض تاريخه.. ويعرف كيف وصل إلى ما وصل إليه..؟! ** وهل هناك ما هو أهم من أن تعرف الأجيال.. قصة وطن واجه الكثير من التحديات.. بقوة وبإيمان.. وبصلابة.. حتى أصبح كما نرى.. ونسمع.. ونحيا؟! ** وهل هناك ما هو أجدر من أن تكون قراءتنا للمستقبل مبنية على أساس من المعرفة الحقيقية لمراحل تطور هذا الوطن.. بدءاً بمرحلة التأسيس ومروراً بالكثير من الإنجازات.. والتحولات المهمة.. وانتهاءً بما نحن فيه اليوم؟ ** والذين يعرفون تاريخ هذه البلاد.. يدركون كم هو عظيم هذا الرجل.. وكم هو حكيم عندما استطاع أن يؤسس دولة في وقت كان العالم يغلي.. وفي مرحلة اتصفت بالاضطراب وبالحروب والصراعات.. وبالتحولات الكبرى.. دون أن يفقد توازنه.. أو يزج ببلده في حمأة صراعات القوى المتصارعة في تلك الفترة.. ** لقد كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله عظيماً.. وحكيماً.. وقوياً.. لأنه استطاع أن يُقيم هذا الكيان وسط حروب ضارية.. بين خصوم أقوياء.. واستقطاب غير مقدور على مقاومته.. ** ولولا هذا الصمود المرتكز إلى الإيمان بالله أولاً ** والمستعين (بفطاحلة) الرجال من كل ثقافات الدنيا بعد ذلك.. ** لما استطاع (يرحمه الله) أن يصنع لنا وجوداً.. وما لبث أن أصبح بلداً حديثاً.. يعتز بأنه صاحب رسالة.. صاحب رؤية حضارية وإنسانية.. منذ انطلق الإسلام من هاهنا..وشعّ في كل أرجاء الدنيا.. ** تلك هي البداية.. * أما المملكة اليوم.. ** فإن المشهد مثير.. ومريح.. ** فالبلد الذي نهض وقام وتأسس في ظروف الحرب العالمية الثانية.. وهي ظروف صعبة.. ومربكة.. ولا سيما في ظل عدم وجود موارد تُذكر في البداية.. ** هذا البلد.. هو البلد الذي يحتفل فيه اليوم زعماء العالم ومفكروه وعلماؤه.. بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.. بكل ما تجسده من طموحات حية نحو المستقبل الأجمل.. ليس فقط بالنسبة لنا نحن هنا في المملكة العربية السعودية ** وإنما بالنسبة للعالم بأسره.. ** فالجامعة.. تمثل قفزة نحو المستقبل.. نحو صياغة الإنسان الجديد.. نحو المعرفة الواسعة الأمداء.. ** إن هذه المفارقة الهائلة.. بين مرحلة تأسيس صعبة.. وبين نقلة نوعية بهذا الحجم.. لا تفسرها إلا تلك المراحل المتعاقبة التي عاشتها المملكة في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد يرحمهم الله.. ويسكن عظامهم الجنة.. ** فكيف لا نقف اليوم أمام وطن شامخ.. بكل اعتزاز..؟ ** وكيف لا نحتفي بما حقق.. ويحقق؟! ** وكيف لا نقبّل ثراه اليوم.. وغداً.. وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..؟ ** إن عظمة هذا الوطن.. لا تنبع من إنجازاته المادية فقط.. وإنما تنطلق من روحانيته.. من قيمه.. وثوابته.. وركائزه التي لا يمكن لأحد أن يزايد علينا فيها.. أو أن يشكك في تمسكنا بها.. ** وإذا وجد بعض الجهلة والضالين والمنحرفين ممن يخطئون فهم حقيقة هذا الوطن.. لأنهم لا يفقهون حقيقة عقيدتهم.. فن الوطن غني برجاله.. ونسائه.. المخلصين له.. والمتفانين في الولاء له.. والمعتزين بشموخه.. والمحتفين في هذه المناسبة بتاريخه المجيد.. ** أدام الله علينا نعمه الكثيرة.. ** ومكننا من أن نظل أوفياء له مدى العمر.. ** فنحن لا قيمة لنا.. ** ولا وجود بدونه. *** ضمير مستتر: ** (لا قيمة للإنسان الذي لا يعظم وطنه داخل نفسه وعقله).