** لا توجد صورة أجمل وأروع من هذا المشهد العظيم.. ** هذا التجمع الإيماني الخالد.. ** من هذا التوحد..في التفكير..وفي الإحساس..وفي الإخلاص.. ** من هذا الحشد الهائل لمئات الآلاف من المسلمين القادمين من مختلف فجاج الأرض.. ** من هذا التبتل والخشوع حول كعبته المشرفة..وفي داخل بيته العتيق.. ** فاليوم هو الجمعة..الثامن والعشرون من شهر رمضان المبارك.. ** وقد يكون اليوم السابق لآخر أيام هذا الشهر الكريم قبيل حلول عيد الفطر المبارك.. ** هذا المشهد الإيماني النادر..لا يوجد له مثيل في كل الدنيا..في كل الأزمنة والعصور..في كل المجتمعات القائمة أو البائدة.. ** لما ينطوي عليه من روحانية خالصة.. ** ومن توجه صادق إلى رب السماء.. ** ومن صفاء ضمائر.. ** ومن بعد عن كل الماديات.. ** هذا التجمع العظيم..في هذا اليوم العظيم..يجسد حقيقة الوحدة الإيمانية.. ** كما يعمق كل معاني الولاء والانتماء والإخلاص.. ** ويجسد روح التجرد والنقاء..والصفاء..والترفع عن كل دنايا العصر..وسوءاته.. ** هذه الوحدة الإيمانية الخالصة ما أحوجنا أن نتمثلها في كل حياتنا.. ** في تعاملاتنا مع بعضنا البعض..دولاً وشعوباً وسلوكيات.. ** لو حدث هذا.. ** فإن أحداً لن يشهد بعد اليوم..دماءً تسفك..وبيوتاً تهدم..ومؤامرات تحاك.. ** لو حدث هذا.. ** فإن كل بيت لن يشهد ما هو فيه من خراب..وتفكك وضياع.. ** ولو حدث هذا.. ** فإن مجتمعاتنا العربية والإسلامية لن تشهد أي ملمح من ملامح التشدد..والعنف..والتكفير.. والظلام الذي هي غارقة فيه.. ** ولو حدث هذا.. ** فإن كل مواطن فينا..كل إنسان فينا..لن يجد في نفسه مجالاً للحقد..أو الكراهية..أو البغضاء..بل إن كل ذرة في مشاعره ستكون انعكاساً لكل معاني الخير.. والمحبة.. والتسامح.. والعفو..والصفح..والارتقاء إلى أعلى المستويات الإنسانية.. ** ولو حدث هذا.. ** لما بقي بيننا فقير..ولا محتاج..ولا مظلوم..ولا منحرف..ولا مدمن..ولا مرتشٍ..ولا ظالم.. ولا منافق.. ** فقط..نحن بحاجة إلى أن نعيد إلى أنفسنا..إلى حياتنا..حالة التوازن التي افتقدناها.. ** ونحن نتأمل مشهد صلاة الجمعة من المسجد الحرام..ونعيش كل معاني الصفاء والنقاء والطهارة.. نشعر بعظمة الله في دواخلنا.. ** ونعمل على تجسيد هذا الإحساس من خلال تعاملنا مع بعضنا البعض.. ** ومن خلال إحساسنا بعظمة الأوطان.. ** ومن خلال تآخينا في الإسلام.. ** ومن خلال توحد كلمتنا بمواجهة شرور الدنيا..ومآسيها.. *** ضمير مستتر: ** (لا شيء أعظم من الإيمان..لتزكية الأرواح..وتطهير النفوس..ورقي المشاعر).