" يُمكن إجبار الشعب على اتباع مبادئ العدالة والعقل ولكن لا يُمكن إجباره على فهمها " كونفوشيوس (القرن السادس ق.م). طيّب.. ألا يُمكن إجبار شخص مُخرّب (بقوّة القانون) حتى يفهم أن ما يقوم به تخريب وهدم للمنجزات التي صُرف عليها من الوقت والجهد والمال الشيء الكثير ؟؟ ثم حين يُترك في غيّه وعبثه وتخريبه دون ردع أو عقوبة أليس هذا دافعاً لهُ لاستمزاج اللعبة وفعل المزيد ؟؟ أقول قولي هذا وأنا كلي أسف على حال البعض منّا في تعاملهم مع المنشآت والأماكن العامّة وحتى مُمتلكات الغير الخاصّة وقيامهم بالتشويهِ المُتعمّد لكل ما هو جميل ونظيف..! بالفعل عبثٌٌ ما بعدهُ عبث شاهدتهُ بأُم عيني أثناء تجوالي مُؤخراً في مصايف بلادنا ، رأيتُ مجسمات جمالية تم تشويهها بشكل عجيب فالبعض كتب عليها عبارات مُسيئة للبلاد وأهلها لدرجة طمس معالم تلك المجسمات فأصبحت كالنفاية وسط الطرق و الحدائق وعلى الشواطئ، والبعض قد عمد إلى إتلاف أجزائها وكأنهُ ينتقم من الجمال فلا يرى إلاّ كل ما هو كئيب مُعتم. كتابات وشخابيط على الجدران والأسوار ودورات المياه والصخور وحتى اللوحات والعلامات الإرشادية والمرورية لم تسلم من عبثهم مما أدى إلى ارتباك الزوار الذين يستهدون بتلك اللوحات لمعرفة اتجاهاتهم ،لقد طمس العابثون أسماء بعض المُدن والمحافظات وغيّروا المعلومات ومدلول العلامات لدرجة أن أحدهم قام بتعديل لوحات تحديد السرعة من (40) كلم في الساعة إلى (140) كلم ولكم تخيّل النتيجة ؟ أما المحافظة على النظافة والإصحاح البيئي فحدّث ولا حرج ،قمائم ونفايات في كل مكان ، المُشكلة أننا نلوم الأمانات والبلديات في عدم الاهتمام بالنظافة وجمع النفايات وننسى أنفسنا، فنحن الذين نترك النفايات وبقايا الأطعمة في المتنزهات وعلى الأرصفة وفي الشواطئ دون أن نُكلّف أنفسنا عناء جمعها ووضعها في حاويات النفايات التي قد تكون على بعد أمتار من أماكن جلوسنا، ثم كيف يُمكن للبلديات أن تجمع النفايات من على قمم الجبال وفي بطون الأودية تلك التي قد تكون خارج نطاق مسؤوليتها؟؟ والله إنني قد وقفت على أكوام من زجاجات البلاستيك وأكياس النايلون وحفاظات الأطفال وجلود الأغنام وبقايا أطعمة في شِعابٍ ورياض تبعد عن التجمعات السكّانية بعشرات الكيلومترات لدرجة يُخيّل للمرء أنها غير مطروقة من قبل ولكن قاتل الله الجهل والسلبية وعبث العابثين..! أعود مرّة أخرى لقول الحكيم كونفوشيوس وأتساءل إلى متى ونحن نُردد أسطوانة الوعي دون عقوبة ؟؟ ومن ذا الذي لا يعرف اليوم أن تلويث البيئة عمل يُعاقب عليه القانون ؟؟ يا ناس كفاية والله تعبنا وبُحّت أصواتنا.