لا تزال دوائر أجهزة الأمن والاستخبارات الغربية تشعر بقلق شديد من الآثار المحتملة لمحاولة الاغتيال الفاشلة التي نجا منها مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في آب (أغسطس) الماضي. ففيما ذكرت وكالة «رويترز» أمس أن المحاولة الفاشلة زادت قلق الغرب من استخدام تنظيم «القاعدة» الأراضي اليمنية منصة لاطلاق هجماته، كما أنها دفعت خبراء أمنيين لدرس احتمال تعريض المسافرين في مطارات العالم لأجهزة الأشعة السينية لكشف قنابل مخبأة في أي أماكن حساسة من أجسادهم، كتبت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن المحاولة الفاشلة تثير أسئلة حول تكتيكات «القاعدة» وقوتها واستخدامها اليمن ملاذاً ومكاناً لتدريب عناصرها. وذكرت «رويترز» نقلاً عن نشرة «سي تي سي سنتنيل» الأميركية التي تعنى بشؤون مكافحة الارهاب أن «القاعدة» تسعى إلى اقامة تحالف مع القبائل اليمنية من خلال المصاهرة. وأوضحت ان مطارات العالم لا تملك أجهزة للكشف عن قنابل تم اخفاؤها داخل التجاويف الجسدية. وأشارت إلى أن الانتحاري عبدالله حسن عسيري لجأ إلى اخفاء القنبلة التي فجرها في قصر الأمير محمد بن نايف في جدة في فتحة الشرج. ونسبت إلى خبراء القول ان «القاعدة» ستسعى، على الأرجح، إلى تكرار المحاولة بالوسيلة ذاتها. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس أن المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف ستؤدي إلى إجراءات تفتيش ورقابة أمنية مشددة في مطارات العالم، ستسفر عن تعقيد السفر الجوي وتأخير المسافرين، خشية وقوع محاولات تفجير مماثلة باخفاء المتفجرات في أحد التجاويف الجسدية. وقالت إنه على رغم فشل المحاولة، فإن شركات الطيران وخبراء مكافحة الارهاب في الولاياتالمتحدة وفرنسا حضوا على زيادة التحوطات الأمنية لمنع وقوع هجمات مماثلة. وأضافت أن قادة أجهزة الاستخبارات يعتقدون بأن المسألة أضحت مسألة وقت قبل أن يسعى الارهابيون لاستخدام الأساليب التي يلجأ إليها مهربو المخدرات لتفادي أجهزة الكشف في المطارات. بيد أن المتفجرات التي يتم اخفاؤها في تجويف جسدي كالبطن والشرج، أو حتى زرعها جراحياً لا يمكن لأجهزة الكشف المعدني الحالية اظهارها. وأوضحت «ديلي ميل» أن جهات طرحت فكرة تعريض المسافرين لأجهزة الأشعة السينية، أو ارغامهم على تسليم مسؤولي الخطوط الجوية جميع الاجهزة الالكترونية التي بحوزتهم لمنع استخدامها في أي تفجير محتمل. ونسبت الصحيفة البريطانية إلى رئيس مجموعة الأممالمتحدة لمراقبة «القاعدة» و «طالبان» ريتشارد باريت قوله ان «القاعدة» مصممة على ابتكار أساليب جديدة لشن هجمات تثير الرعب في العالم بأسره. وذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أول من أمس أن مسؤولاً في وزارة الداخلية الفرنسية قال إن الكشف عن قنبلة كالتي خبأها عسيري لن يتم إلا بتعريضه لأجهزة الأشعة السينية. لكنه قال إن اخضاع جميع ركاب الطائرات للفحص بالأشعة السينية أمر لا يمكن التفكير فيه، لأن المخاطر الصحية لهذه الأجهزة كبيرة جداً. ونسبت إلى مسؤولين أمنيين سعوديين قولهم إن عسيري لفّ العبوة الناسفة وجهاز التفجير بقطعة من جلد «مصران» حيواني لحمايتهما من أحماض الجسد البشري قبل ادخالهما إلى فتحة المستقيم. ولا يزيد طول القنبلة التي استخدمها عسيري على ثلاثة انشات. وقال كبير مهندسي أكاديمية المفرقعات في فلوريدا ساندي ستراوس أن قنبلة العسيري لا تشكل خطراً على النقل الجوي فحسب، بل على جميع البنيات الأساسية للنقل كالسكك الحديد والحافلات والسفن. وقال ستراوس ان الهجوم الارهابي في جدة في أغسطس الماضي «ستكون له انعكاسات عالمية واسعة النطاق على الأمن على مدى سنوات مقبلة». وفي الولاياتالمتحدة، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن «القاعدة» استغلت «نهج الرفق» الذي يستخدمه الأمير محمد بن نايف لمكافحة الارهاب. وقالت إن الأمير محمد بن نايف يمنح الارهابيين التائبين ضمانات شخصية، ويعاملهم بكرامة إذا نبذوا «القاعدة»، بل إن مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية يتصل شخصياً بعائلات القتلى من عناصر الجماعات التكفيرية ليخفف عليهم وقع مصابهم في أبنائهم.