فاصلة : « لا أحد يعلم قصة الفجر التالي » - حكمة عالمية - المجهول هذا الغامض الذي لا نعرفه.. لماذا نهتم في معرفته مهما كانت الطرق ؟ لم نكن بمثل ما نحن عليه الآن حيث كثرت أخبار القبض على المشعوذين والدجالين، لم تكن تكثر لدينا من قبل قراءة الفنجان مثلا، كان البعض يتعلق بتصديق الخرافات وبعض حكايا الجن والسحر، لكن مع انتشار الفضائيات كثرت الاتصالات ببرامج الفضائيات التي تطلب من المتصل اسم أمه لتخبره عن مستقبله !! مع أننا نعرف جميعا أن من ينبئنا عن الغيب كاذب وإن صدق في تكهناته لكن الرغبة تزداد في الاستزادة من معلومات الغيب لدى البعض حتى وإن كانوا على مستوى عال من التعليم. تقول الدراسات إن عدد الدجالين في الوطن العربي يتجاوز نصف مليون دجال والإحصاءات التي وردت في إحدى الدراسات الصادرة عن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية أوضحت أن ما ينفق على أعمال الدجل والشعوذة في مصر وحدها يتعدى 13 مليار دولار ونصف مليار سنويا. أما عن الخسائر التي تتكبدها الدول فقد وصلت خسائر إمارة دبي إلى 2.7 مليار درهم عام 2003م من جراء عمليات النصب من عصابات مضاعفة الأموال باستخدام أساليب السحر والشعوذة بمعنى أن الشخص يعطي المشعوذ 10 آلاف ريال مثلا فيعطيه 100 ألف جنيه وهكذا حتى يأخذ المشعوذ المبلغ الأضخم فيهرب، أما لدينا فالصحف تنشر اخبارا عن القبض على المشعوذين لكن لا توجد دراسات فيما اعتقد عن حجم قابلية تصديق المشعوذين في مجتمعنا. إن أعداد القنوات الفضائية في تزايد وأعداد المتصلين بها أيضا في تزايد في الفضاء حوالي 262 قناة لجمهور عربي يعاني ضغوطا حياتية لا تُعد ولا تُحصى وفي تاريخه هزائم وفي واقعه كوارث ولا ملجأ إلا لدى بائعي الوهم، والأفضل من شراء الوهم الإيمان بأن الغيب لله وحده وأن معرفة المجهول لا تجدِ نفعاً لأنها توقظ القلق من سباته. PAGE PAGE 1 !!Article.footers.caption!!