أكد الأستاذ محمد بن إبراهيم المعجل عضو اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض ونائب رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الرياض للتسوق والترفيه أن المهرجان يتطور عاماً بعد عام ويقترب من بلوغ أهدافه وغاياته الرامية لتشجيع حركة التسوق والترفيه خلال فصل الصيف بما يتيح لسكان الرياض من مواطنين ومقيمين وزائرين الفرصة لتلبية احتياجاتهم، وحول هذه القضايا يدور هذا الحوار مع الأستاذ المعجل.. فإلى التفاصيل: ** في تقديركم إلى أي مدى تمتلك الرياض من مقومات وإمكانات سياحية وتاريخية تمكنها من استقطاب حصة معتبرة من حركة الجذب السياحي؟ ** لدينا ثقة كبيرة في مستقبل السياحة الداخلية في مدينة الرياض خصوصاً وأنها تحظى بدعم قوي من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، كما تبذل الهيئة العامة للسياحة والآثار جهوداً مدروسة من أجل تنمية والنهوض بالواقع السياحي بمنطقة الرياض، ضمن جهود نشطة تستهدف تفعيل مقومات وعوامل السياحة في مختلف مناطق المملكة. وتمتلك الرياض العديد من المقومات السياحية من معالم تاريخية مثل الدرعية العاصمة القديمة للدولة السعودية، ومناطق التراث الشعبي في أحياء الرياض القديمة، والكثير من القصور الأثرية كقصر المصمك، والمراكز التاريخية كمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، إضافة إلى مشروعات كثيرة للاستثمار والتطوير السياحي والفندقي في مواقع عديدة بالرياض ينفذها القطاع الخاص، الأمر الذي يدعونا إلى التفاؤل بما ينتظر الرياض من مستقبل واعد لتطوير وتنشيط القطاع السياحي، ومن ثم تحويلها إلى واحدة من أكثر مناطق الجذب السياحي. ** يثمن المهتمون بالشأن السياحي الجهود التي تبذلها الغرفة، في تقديركم كيف تنظر في هذا الإطار إلى مهرجان الرياض للتسوق والترفيه الذي تشرف الغرفة على تنظيمه في ظل دورة انعقاده هذا العام؟ ** لا شك أن الجهود التي تبذلها غرفة الرياض ممثلة في اللجنة السياحية تعزيزاً وتنشيطاً للحركة السياحية بمنطقة الرياض، هي جهود جديرة بالتقدير فالغرفة تسعى بكل همة وحماس انطلاقا من التوجيهات الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، إلى تكثيف جهود استثمار الإمكانات والموارد السياحية للمنطقة، خصوصاً مع قناعة تامة بما تمتلكه الرياض من كنوز تاريخية وأثرية تجعلها إذا ما أحسنت استثمارها بيئة سياحية حقيقية ومورداً يدر الكثير من الدخل ويفتح آفاقاً واسعة لفرص التوظيف لشبابنا. المجمعات التجارية باتت تنافس المجمعات العالمية في الفعاليات والتصاميم المعمارية ولعل هذه الإمكانات تشكل أرضية راسخة تشجع الهيئة العامة للسياحة والآثار من أجل استثمار موارد الرياض السياحية لتنمية وتطوير البيئة السياحية في المنطقة وتحقيق الرواج السياحي الداخلي للمنطقة، حيث وضعتها في دراساتها وخططها التي تقوم على أسسش علمية سليمة وبخطى ثابتة غير مرتجلة تسير بحرفية ومهنية عالية لتحقيق هذا الهدف، وهو ما ستظهر ثماره في المستقبل المنظور والبعيد، وفي هذا الإطار وسعياً من الغرفة لتكريس هذا المفهوم، فقد تبنت الغرفة فكرة تنظيم مهرجان الرياض للتسوق والترفيه. ** كان لدعم سمو الأمير سلمان وسمو نائبه للمهرجان أثره الكبير في تعزيز مكانة المهرجان، كيف ترون ذلك الدعم؟ ** حظي المهرجان فكرة وتنظيماً بتشجيع ودعم كبيرين من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز، وفي كل عام يوجه سمو الأمير سلمان كافة الجهات المعنية بتسهيل تنظيم المهرجان وتيسير إصدار التراخيص والإجراءات المطلوبة، وأطل المهرجان على سكان الرياض بإطلالة جميلة لأول مرة في صيف عام 1426ه وتفاعلوا معه بصورة كبيرة منذ انطلاقته الأولى وتزايد التفاعل والتجاوب عاماً بعد عام، وحشد المهرجان هذا العام فعاليات متنوعة ومميزة تسعى إلى إرضاء أذواق كافة شرائح مجتمع الرياض وتلبي متطلبات جميع أفراد الأسرة في ظل أجواء تحقق المتعة والفائدة. كما كان لدعم الهيئة العامة للسياحة والآثار ولسمو رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، وأمانة منطقة الرياض وأمينها سمو الأمير عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، أفضل الأثر في نجاح المهرجان وتحقيق رسالته، وتسعى الغرفة ممثلة في اللجنة السياحية واللجنة المشرفة على تنظيم المهرجان لإحداث نقلة مهمة في حجم ومستوى الفعاليات وعدد الجهات المشاركة في دورته الخامسة الحالية هذا العام ( 1430ه )، بما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية والترفيهية، بحيث يضع المهرجان الرياض بالفعل على خريطة السياحة الداخلية، سياحة نظيفة تتوافق مع قيم وتقاليد وثقافة منطقة الرياض. ** هناك من يثق في إمكانية نجاح مهرجان الرياض للانضمام لقائمة أبرز مهرجانات المملكة ، وأن يتحول إلى مهرجان سياحي إضافة لكونه مهرجاناً للتسوق، من خلال استثماره لما تمتلكه الرياض من مواقع تاريخية وأثرية تضعها في مكانة سياحية مميزة.. هل توافقون على هذا الطرح؟ ** نعم أنا من المقتنعين بهذا الطرح، وفي تقديري أن هناك فرصة لتحويل مهرجان الرياض إلى مهرجان سياحي يستقطب قطاعاً عريضاً من السائحين من خارج منطقة الرياض، بل ومن خارج المملكة وخصوصاً من دول الخليج، إذا تم استثمار الإمكانات السياحية والتاريخية الغنية التي تزخر بها منطقة الرياض ويمكن أن تشكل عوامل جذب واستقطاب للسياحة الخارجية بصرف النظر عن الأجواء الحارة التي تتسم بها الرياض، فالسياحة بمفهومها الحديث لا تشترط توفر أجواء معتدلة أو شواطئ ساحلية، فلكل منطقة مزاياها النسبية وإمكاناتها التي يمكن لأصحابها حسن استثمارها. ولا شك أن الرياض تمتلك إضافة لمراكزها التجارية والترفيهية الضخمة والقادرة على إحداث حركة جذب واسعة مما يعرف بسياحة التسوق والترفيه، تمتلك كذلك مقومات سياحية حقيقية وجذابة تتمثل في العديد من المواقع التاريخية والأثرية القادرة على اجتذاب قطاع مهم من محبي مثل هذا النوع من المواقع التاريخية، فضلاً عن إمكانية استثمار صحراء الرياض في تنشيط المسابقات والبطولات الرياضية التي تعتمد على تحدي الصحراء. إن هذه المقومات السياحية تشكل بالفعل أرضية قوية وراسخة لتكريس مهرجان الرياض للتسوق والترفيه وإرساء قاعدة تنطلق منها الرياض إلى تطوير وتنمية النشاط السياحي الذي يستخدم ويستثمر المزايا النسبية التي تمتلكها الرياض وتشكل عناصر لنجاح مهرجاناتها، وأدرك أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تدرس بالفعل كافة القدرات والإمكانات السياحية التي تمتلكها مناطق المملكة ومنها منطقة الرياض لاستثمارها بشكل علمي في خدمة التنشيط والجذب السياحي، وهو ما يمكن أن يصبح حقيقة بالفعل في السنوات القادمة، وآمل أن تتحقق هذه التطلعات ويصبح مهرجان الرياض واجهة سياحية تتناسب مع مكانة الرياض كعاصمة تاريخية وسياسية واقتصادية للمملكة وينضم إلى قائمة أبرز المهرجانات في المملكة.