اشتكى عدد من المواطنين بمدينة عرعر من تسربات مياه الصرف الصحي التي تضاعفت في الأشهر الأخيرة، حيث تقوم محطة تنقية معالجة مياه الصرف الصحي بتنزيل المياه بطريقة بدائية، وتصريفها لوادي عرعر، حتى أصبح هذا الوادي مصدر تلوث بيئي خطير، حيث بدأ في تكوين بحيرات فاسدة بوادي عرعر، ولم يقتصر الأمر على هذا الحد بل اختلطت مياه الأمطار التي جرت في وداي عرعر بمياه الصرف الصحي التي تنقيها محطة الصرف الصحي. عدسة «الرياض» رصدت الموقع وشاهدت تحول طبقة التربة إلى اللون الأخضر بسبب اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي وانتقال الطحالب إلى بطن الوادي. وقال المواطن سعود بن غياض الذي يسكن بالقرب من مستنقع الصرف الصحي: «نعاني هنا خاصة في فترة صلاة الفجر من الرائحة الكريهة وانتشار البعوض وماسببه الصرف الصحي من تلوث الهواء والبيئة». أما المواطن سطام بن زعل العنزي فقال: (المشكلة تكمن في تصريف مياه محطة الصرف الصحي في مجرى وادي عرعر، والتي بدأت تغرق الوادي بانتشار المستنقعات في كثير من أجزائه)، متخوفاً من كثر انتشار البعوض وكثرة رمى النفايات من البهائم مما قد يسبب في انتشار الأمراض. ويضيف المواطن رفاع الدهمشي»المشكلة هي أن المحطة حالياً قريبة جدا من الأحياء وخاصة أن عدد السكان في تزايد ومازالت تصرف المياه في مجرى الوادي»، متسائلا»كيف تخترق بيئتنا بهذه الطريقة، مايحدث مقزز فعلاً ويحتاج إلى تدخل عاجل من مسؤولي المياه». كما دعا عدد من المواطنين المسؤولين بالمياه الى التدخل العاجل والاستفادة من المياه المهدرة من آبار المنصورية والفيصلية التي أصبحت مياهها تشكل خطرا على أهالي تلك الأحياء خاصة مع انتشار المستنقعات التي تشكل مشكلة بيئية. من جانب آخر التقت «الرياض» بالمهندس عافت الشراري مدير فرع وزارة المياه بمنطقة الحدود الشمالية الذي قال»محطة تنقية مياه الصرف الصحي تعالج المياه معالجة ثلاثية بحيث تكون المياه صالحة للاستخدام الزراعي لكي يستفاد منها، وتتم المعالجة على مرحلتين المرحلة الأولى تستخدم للري والاستفادة منها في ري المناطق الخضراء والمرحلة الثانية أن هذه المياه الفائضة لا مجال لها إلا أن تسكب في المناطق المنخفضة، وهذا النظام المطبق في جميع أنحاء العالم. بالتالي لا يمكن التصرف إلا بهذه الطريقة مع الوادي لكنها لاترمى إلا بعد معالجتها وتكون مياه منقاة من التلوث ومعالجة بالكلور بحيث تقتل جميع الجراثيم التي فيها، وكذلك توضع في أماكن محدودة بحيث تحتاج إلى التبخير من أجل السلامة». وأكد الشراري أن آبار المياه وهي بئر الصالحية والفيصلية لاتزال مملوكة لأمانة منطقة الحدود الشمالية ولا زالت هناك محاولات لكي نحصل على المواقع ليتم تجهيزها حيث يتم الآن تشييد خزانات قريبة من بئر الصالحية لكي يستفاد من المياه المهدرة.