تسببت مياه ملوثة تصب في وادي عرعر، الذي يشق المدينة والأحياء السكنية، في تبادل التهم والمسؤولية بين الأمانة والشؤون الصحية، باعتبار أن مصدر المياه هو مستشفى عرعر المركزي القريب من الوادي. في الوقت الذي أكد فيه ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة في أمانة منطقة الحدود الشمالية محمد سبتي، أن المياه المتراكمة في وادي عرعر مشتقة من مستشفى عرعر المركزي، وأنه تمت مخاطبة الشؤون الصحية في المنطقة لمعالجة الأمر دون تجاوب، ما دعا الرفع للجهات المختصة لما تشكله هذه المياه من خطر بيئي، مشيرا إلى أن الأمانة هي من لاحظت وجود هذه التسربات منذ فترة، وبادرت بمتابعة التسرب وطلب إيجاد حلول عاجلة له. إلى ذلك، نفى مصدر مسؤول في الشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية (رفض ذكر اسمه) في حديثه ل «عكاظ» أن تكون المياه المذكورة مياه صرف صحي، بل هي مياه يتم استخراجها من بئر جوفي عميق داخل المستشفى، ومن ثم تنقيتها بفصل الشوائب ومعالجتها من الميكروبات والبكتيريا وفصل الأملاح للحصول على مياه عذبة صالحة للشرب لتغذية مستشفى عرعر المركزي. وأكد المصدر أن صرف المياه إلى وادي عرعر يتم منذ أكثر من 20 عاما بصورة نظامية وهو غير مخالف لأنظمة تصريف المياه، ويضيف: «لو كان الأمر مخالفا كيف سمح بذلك منذ أكثر من 20 عاما، وبأي صفة تم إصدار تراخيص لحفر خط المواسير من محطة التحلية إلى الوادي»، مشيرا إلى إصرار أمانة المنطقة على غلق مسار هذه المياه رغم أنه من المرافق الحيوية المهمة الذي يخدم شريحة كبيرة من المرضى، مؤكدا على مخاطبة الإمارة تمهيدا لغلق المسار الذي يحتاج إلى خزان لتجميع هذه المياه خارج النطاق السكاني، مشددا على حرص الشؤون الصحية على صحة المواطنين عموما. وأوضح المواطن عبد الرحمن بن نايف العنزي، الذي يسكن بالقرب من مستنقع الصرف الصحي، أنه يعاني من الرائحة الكريهة وانتشار البعوض، فيما أشار المعلم زايد فرحان العنزي إلى جهود الأمانة في تزيين وتهذيب حوض الوادي الذي يشق المدينة، إلا أن هذا الإنجاز بحسب اعتقاده لم يكتمل في ظل وجود مجرى المياه الملوثة الجاذب للبعوض والحشرات الضارة، وينبئ بكارثة بيئية محققة.