دفع سكان قرى وادي بن هشبل شرق خميس مشيط، ضريبة المدنية التي اجتاحت قراهم وأحالتها من مزارع غناء تمد المحافظة بمختلف أنواع الفواكه والخضراوات إلى مستنقعات لمياه الصرف الصحي، غمرت الأودية ودمرت البيئة ولوثت آبار الري التي مدت المزارع والأهالي بالمياه لقرون طويلة. المياه الآسنة التي تشكو منها 30 قرية تابعة للوادي، تسببت في انتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي، وتكاثر الحشرات الضارة في مختلف الأنحاء، مما دفع الكثير من السكان إلى ترك مزارعهم الملوثة والتوجه إلى مناطق أخرى للسكن فيها واستثمار أراضيها زراعيا. وحمل المزارع حسن بن عبد الله الشهراني، الجهات المختصة مسؤولية التلوث الحاصل في القريه؛ لسماحها بتحويل مياه الصرف الصحي الخاصة بالمحافظات إلى مزارع وقرى الوادي التي هجرها سكانها. وأضاف أن مزارع وادي بن هشبل كانت مصدر المنتجات الزراعية لمختلف المدن والمحافظات، قبل أن تلوث مزارعها وآبارها مياه الصرف الصحي. وأشار المزارع سعيد عجب الشهراني ، إلى أن الكثير من الأهالي يعتمدون على مياه الآبار في الشرب لعذوبتها، قبل أن يصيبها التلوث الذي أحال سكان القرى من منتجين إلى مستهلكين. وأضاف «أصبحنا نخشى على أبنائنا خلال توجههم إلى مدراسهم في قرية الرشدا، والتي يضطرون للوصول إليها لقطع الوادي الملوث بمياه الصرف الصحي، مما يعرضهم للإصابة بالأمراض الخطرة والفتاكة». وقال: «المسؤولون أخبرونا عند توجيه مياه الصرف إلى الوادي أنه سيتم توجيه المياه بعد معالجتها بحيث تكون صالحة للشرب والري، ولكن للأسف لم تتم معالجة المياه بل تركت على حالها دون معالجة مما قتل المزارع ولوث الآبار وجعلها دون فائدة». ووفقا لسعد بن حسن، فإن المواشي تعرضت للنفوق بمجرد شربها من مياه الآبار الملوثة، كما ماتت الأشجار وتغيرت طبيعتها. وأضاف «الكثير من العمالة استأجرت بعض المزارع في الوادي وعملت على زراعة الخضار والفواكه واستغلوا ماء الصرف لريها، ومن ثم بيعها في الأسواق». من جانبه، أوضح مصدر مسؤول في إدارة الصرف الصحي في عسير، أن الإدارة تعكف حاليا على عمل تسريب لمياه الصرف الصحي من الوادي عبر مواسير بلاستيكية للتخلص منها نهائيا.