وافق معالي أمين محافظة جدة المهندس عادل بن محمد فقيه على تأسيس أول أكاديمية تعنى بتدريب موظفي وموظفات الأمانة مهنيا وفنيا وسلوكيا، وكذلك تنمية مهاراتهم وقدراتهم الإدارية على أسس علمية وتقنية سليمة، بما يكفل رفع كفاءتهم للارتقاء الدائم بمستوى الخدمة المقدمة للجمهور. وأوضح مدير عام إدارة الموارد البشرية بأمانة جدة الدكتور سمير محمد حسين أن الأكاديمية تهدف إلى تقديم برامج تدريبية إدارية وفنية متخصصة لمنسوبي الأمانة والبلديات الفرعية التابعة لها، وتطوير البرامج التدريبية حسب الاحتياجات البلدية، وكذلك تقديم برامج توعوية تتضمن التطبيقات الحديثة لكافة مجالات عملها الخدمي ودبلومات تخصصية والتي لا يتم التدريب فيها محلياً. وأشار إلى أن الأكاديمية تحوي 40 جهاز كمبيوتر، و 6 قاعات تدريبية تنسع ل 200 متدرب أسبوعياً، إلى جانب قاعتين في المبنى الرئيس بالأمانة تستوعبان 45 متدرباً، لافتاً إلى أن التشغيل التجريبي للأكاديمية بدأ منذ فترة قريبة وتضمن تنفيذ العديد من البرامج مثل البدء في تنفيذ برامج « إتقان-1 «، وحقائب تدريب التشغيليين (الجزء الأول)، والأخصائيين، وكذلك أساسيات الرقابة، والإدارة الوسطى، وتنفيذ برامج الأمانة «101-102 «، إلى جانب التدريب على برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي والذي يشمل 7مجموعات. وأرجع أسباب افتتاح الأكاديمية إلى عدم توفر الإمكانات اللازمة لدى معهد الإدارة العامة التي تلبي حاجة الأمانة من التدريب لمنسوبيها ومواكبة التطور الإداري والفني والسلوكي وبشكل تخصصي، مؤكداً سعي الأمانة إلى بناء الشراكات الإستراتيجية مع المؤسسة العامة للتدريب المهني، ومركزي تدريب القادة وأكاديمية السادات بمصر، وبلدية دبي، وذلك لتدعيم الأكاديمية وتقويتها إداريا حتى تؤدي دورها وتحقق الأهداف المؤملة منها. صالة استقبال طلبات المتدربين وأكد على أن الأمانة حققت قصب السبق والريادة على مستوى أمانات المملكة، وذلك بإنشاء أول أكاديمية تعنى بتدريب منسوبيها، موضحا أن المرحلة الأولى قد بدأت بمسمى إدارة التدريب، وهي إدارة صغيرة تتبع الإدارة العامة للموارد البشرية في أعمالها ومهامها، ويقتصر عملها على التنسيق والتسجيل بمعهد الإدارة العامة في محافظة جدة لموظفي منسوبي الأمانة الراغبين في حضور تلك الدورات التدريبية بالمعهد. وأضاف أن المرحلة التالية تمثلت في استقطاب بعض الكوادر البشرية المتخصصة القادرة على إدارة التدريب، وإعادة هيكلة إدارة التدريب مرة أخرى، وكذلك إسناد أعمال ومهام إضافية لها حتى تساعد في تحقيق أهداف ورؤية الأمانة. وبين أن عدد الدورات التي تم تنفيذها خلال الثلاثة أشهر الماضية بلغت 42 ما بين ورش عمل ودورات تطويرية وحاسب آلي، وأن عدد المستفيدين منها 622 فردا وبمتوسط 1500ساعة. ولخص د.سمير حسين أبرز الأسباب التي تعيق التفاهم مع الجمهور في ضعف مهارات الموظف الاتصالية، وعدم تقدير رأي جمهور المتعاملين وظروفهم النفسية، مع محاولة دفع جمهور المتعاملين للموافقة على رأيه رغم عدم اقتناع المتعامل، إلى جانب عدم القدرة على الاستماع للجمهور وتفهم وجهة نظرهم واستخدامه أحيانا لأسلوب التهديد ضدهم بعدم انجاز معاملاتهم. ومن جهته، بين مدير إدارة التدريب والتطوير في أمانة جدة الدكتور عبد الواحد الزهراني أن الإدارة عقدت أيضا خلال الأشهر الماضية 5 دورات تدريبية ل60 موظفاً من مديري الإدارات ورؤساء الأقسام بعنوان» حقيبة تدريب الإدارة الوسطى» هدفت بشكل عام إلى دعم وتنمية جدارات التغيير المطلوب إحداثه داخل الأمانة وزيادة قدرات المشاركين من منسوبيها على إدارة وتنفيذ مبادرات التغيير وتفعيلها وذلك من خلال تقديم منهج تدريبي متوازن يغطي كافة متطلبات الجدارة. عادل فقيه وعدد من مسئولي الأمانة أمانة أمام المبنى وأوضح أن من الأهداف التفصيلية التي ركز عليها التدريب في تلك الدورات تقدير أهمية التغيير وحتميته للأمانة ومنسوبيها وجمهور المتعاملين معها، وتحديد واستيعاب مدى انعكاس المتغيرات العالمية عليها وتأثيرها على أهدافها الإستراتيجية، وكذلك إدراك أهمية دور الإدارة الوسطى في نشر ثقافة التغيير وإدارته والحد من مقاومته ومتابعة نتائجه، واستيعاب مفهوم التغيير ومجالات تنفيذه في العمل، بالإضافة إلى التعرف على سمات المناخ الداعم للتغيير وكيفية تعزيزه، ورصد مصادر مقاومة التغيير ومظاهر سلوكها ثم التعرف على الأساليب الفعالة في التعامل معها، ووضع خطة عمل شخصية للالتزام بها . وقال إن مفهوم التغيير حقيقة أساسية يجب أن نعرفها منذ البداية لأنه لا يوجد ثوابت في عالم الإدارة والمنظمات فكل شيء يتغير الآلات والأفراد ليس فقط في دوران العمل، ولكن المستمرين فيه كذلك يتغيرون في مهاراتهم وكفاءاتهم ودوافعهم، مشيرا إلى أن جمهور المتعاملين يتغيرون كذلك في حاجاتهم، فعلى سبيل المثال يعتبر التغيير في الأفراد أحد العوامل الأساسية التي تؤدي إلى ظهور أنواع المقاومة الخفية من جانب المتعاملين، فإذا سادت في علاقة الرئيس والمرؤوس روح الود والاحترام والثقة المتبادلة، وإذا ما استمرت لفترة طويلة فإن حدوث تغيير في المراكز الوظيفية سواء للرئيس أو المرؤوس عادة ما تؤدي إلى نوع المقاومة من جانب المرؤوس. ولفت إلى أن مراحل التغيير التي ركزت عليها الدورة تمثلت في الشعور بالقلق والضيق من الوضع الحالي، وكذلك التنبؤ بالمشكلة والشعور بها، وبروز قادة التغيير، ومرورا بمرحلة تحديد فجوة الأداء، ثم دراسة المشكلة وتحليلها، وكذلك تحديد مرحلة أهداف التغيير، إلى جانب اقتراح مشروع التغيير والمطالبة به وظهور المؤيدين والمقاومة، ثم محاولة ترويضها والقضاء عليها، موضحا أنه تم في نهاية كل دورة تقسيم المتدربين لمجموعات عمل لتدريبهم عمليا على كيفية التغيير ومراحله وخصائص العمل الفعال . عادل فقيه وأضاف الزهراني تمكنا في تلك الفترة من تدريب حوالي 70 موظفا على برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي، وذلك ضمن سلسلة الدورات التدريبية الخاصة ببرنامج التعاملات الالكتروني «يسر»، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهدفت هذه الدورة التدريبية إلى إعداد وصقل مهارات موظفي الأمانة من مختلف الإدارات والدرجات الوظيفية في مجال الحاسب الآلي. وأوضح أن برنامج الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي التمهيدي «ICDL « هو برنامج لرفع كفاءة العاملين في الأمانة، مشيرا إلى أن الموارد البشرية رشحت للبرنامج التدريبي في كل شهر 34 فردا من منسوبي الأمانة للتدريب على مدار ثلاثة أسابيع وتم تقسيمهم إلى مجموعتين تضم كل منها 17 موظفا، حيث تم تزويد قاعات التدريب بأجهزة الكمبيوتر، وجهاز خاص بالمدرب وشاشة عرض، وكان هذا البرنامج التدريبي يسعى في المقام الأول إلى الارتقاء بالأداء الوظيفي للعاملين بالأمانة في ظل التطورات التقنية وثورة المعلومات بما يرفع أداء الموظف وإنتاجيته في العمل، إلى جانب انجاز الخدمات المقدمة للمواطنين بالشكل الأمثل والسريع المعتمد علي التقنية العالية، والإسهام كذلك بتحديث الأنظمة واللوائح التي تسير حركة العمل داخل الأمانة، بالإضافة إلى تنظيم وتوثيق إجراءات العمل بما يتلاءم ومفهوم التعاملات الالكترونية التي تصب في النهاية في تحقيق أحد الأهداف الإستراتيجية الهامة للأمانة. ولفت أن من أهم الأهداف الإستراتيجية التي تسعي الأمانة إلى تحقيقها والوصول إليها تطبيق القياس المتزن للعاملين، وتعميق العلاقة بين الأهداف الإستراتيجية من خلال قياس أداء الفرد ومقارنته مع أداء الإدارة، وكذلك التخطيط والتركيز على الاستراتيجيات المنظمة للعاملين والأقسام والوحدات الإدارية، وضمان تحقيق الأهداف من خلال الأداء الوظيفي والمتابعة، إلى جانب التركيز على السلوكيات العامة للموظف والتي تتمثل في الوفاء بالوعود والالتزامات وإنجاز المهام المسندة إليه بكفاءة مع الحرص الشديد على التأكد من مشروعية وقانونية الأنشطة التي يقوم بها، وكذلك الإفصاح بشفافية عن الأعمال التي يقوم بها سواء داخل الأمانة أو مع الآخرين، والتأكد من صلاحية وجودة المهام والخدمات، إضافة إلى استنكار الكسب الحرام ماديا ومعنويا والخيانة قولا وعملا. وقال أن من بين الأهداف التي تحرص الأمانة كذلك على تعريفها لمنسوبيها من خلال مثل هذه الدورات الارتقاء بمستوى جودة العمل وتقديم الخدمات البلدية المتميزة للمواطنين، وتطوير بيئة العمل وثقافته بالالتزام بالقيم والابتكار في العمل، بالإضافة إلى حث المتدرب على التعلم المستمر والاستفادة من الخبرات السابقة والاستخدام الأمثل للتقنيات الحديثة. وبين أن التدريب اهتم بصفات المراقب الجيد التي تتلخص في التميز في مجال العمل سواء التجاري أو الصحي، وكذلك الكفاءة المهنية، والإلمام بالقوانين واللوائح الفنية، وتفهم الهدف من التفتيش، وكذلك التمتع بالتماسك وسعة الأفق والأخلاق والمبادئ العالية، والقدرة على التفكير السليم، ودقة الملاحظة والمرونة، إلى جانب التخطيط السليم لخطة المتابعة، ودقة التعبير والتسجيل، ووضوح المفاهيم والحدود لسلامة كل مهمة.