اكدت سفيرة الولاياتالمتحدةالامريكيةبالقاهرة مارغريت سكوبي ان زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما للمملكة العربية السعودية في بداية شهر يونيو الماضي ومباحثاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز كانت اشارة هامة الى المنهج الجديد الذي اختاره الرئيس الجديد للولايات المتحدة في تعامله مع العالمين العربي والاسلامي .. مشيرة الى ان المملكة كانت اول محطة للرئيس الجديد في الشرق الاوسط . وقالت سكوبي في حديث خاص ل "الرياض" ان زيارة اوباما للمملكة كانت قبل ساعات فقط من الخطاب الذي وجهه الرئيس الاميركي للعالمين العربي والاسلامي من جامعة القاهرة بمصر . واضافت ان الخطاب حدد بوضوح مستقبل العلاقات الاميركية مع العالمين العربي والاسلامي خلال الفترة القادمة ، كما حدد المبادئ التي تسير عليها الولاياتالمتحدة حين قال :" لقد أتيت الى القاهرة هنا ساعيا الى فتح صفحة جديدة بين الولاياتالمتحدة والمسلمين حول العالم، صفحة ترتكز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وصفحة ترتكز على حقيقة أن أمريكا والإسلام غير منفصلان ولا داعي للتنافس بينهما. بل على العكس من ذلك فإنهما يلتقيان ويتشاركان فى مبادئ مشتركة – وهي مبادئ العدل والتقدم ، مبادئ التسامح والكرامة لجميع البشر." واشارت الى إن هذه المبادئ تمثل قلب علاقات المشاركة بين الدول العربية والاسلامية والولاياتالمتحدة وانها تقود علاقاتنا الرسمية وتشكل برامج التبادل الثقافي والعلاقات التجارية والصداقات الشخصية بيننا .. وأن هذه المبادئ هي البوصلة التي تقود توسيع واستمرار جهودنا في إيجاد أرضية مشتركة والتركيز على المستقبل الذي نريده لأولادنا واحترام كرامة كل البشر. وحول الرؤية الامريكية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط ، ورؤية الولاياتالمتحدة لمبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قالت السفيرة الامريكيةبالقاهرة ان مبادرة السلام العربية هي الاساس الذي ينبغي على جميع اطراف الصراع العمل به من اجل انهاء هذا الصراع .. وانها احد الاركان الهامة التي تقوم عليها الرؤية الامريكية لكنها ليست النهاية وإنما هي فقط البداية نحو تحقيق السلام الشامل في المنطقة .. وأشارت إلى أن المبادرة العربية للسلام أكدت على المبادئ التي تهتم بها واشنطن وانعكست في خطاب الرئيس أوباما بجامعة القاهرة في الرابع من شهريونيو الماضي وانها تتفق مع ماتؤمن به الادارة الامريكية من ضرورة تجميد الاستيطان وإعلان الدولة الفلسطينية وأن للفلسطينيين كرامة وحقوقاً كما أن لإسرائيل أمناً ينبغي الحفاظ عليه.. واوضحت ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن منذ اليوم الأول أن حل الصراع العربي الإسرائيلي قائم على وجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية من اجل ان يتحقيق السلام الشامل.. كما طالب جميع الاطراف بما فيهم إسرائيل بذل كافة الجهود لتحقيق هذا السلام وانه يجب على الجانب الإسرائيلي وقف بناء المستوطنات .. وعلى الجانب الفلسطيني التوقف عن العنف وتحقيق الأمن وعلى الأطراف الأخرى أن تدعم عملية السلام . واضافت ان الرئيس اوباما أكد التزامه بعملية سلام شامل وحل لهذا الصراع الطويل الذي استمر لفترة طويلة وسرق أحلام الأطفال والأمهات والشباب والعائلات .. وان الولاياتالمتحدة سوف تكون عاملاً فعالاً في تحقيق السلام والسؤال هنا ليس ماذا ستفعل الولاياتالمتحدة. ولكن ماذا ستفعل جميع الأطراف لتحقيق هذا السلام لتحقيق أمنها .. وحول مطالب الشعوب العربية بضرورة ان ترى من اوباما افعالا وليس مجرد اقوال .. قالت سكوبي ان الصراع العربي الاسرائيلي الذي استمر طوال هذه السنوات لايمكن ان يتم حله خلال ايام .. وان اهم ما جاء به الرئيس اوباما هو فتحه لملف الشرق الاوسط والصراع العربي الاسرائيلي من اول يوم تولى فيه السلطة .. وان حل الصراع ليس فقط في يد الولاياتالمتحدة وانما على جميع الاطراف ان تعمل سويا لإنهائه . وحول المعايير المزدوجة التي تتعامل بها الولاياتالمتحدة في تعاملاتها مع العرب وإسرائيل .. وكذلك في تعاملها مع الملف النووي الإيراني والملف النووى الإسرائيلي قالت السفيرة الأمريكيةبالقاهرة ان الولاياتالمتحدة لديها قيم ومبادئ ومناهج تعكس قيمها التي تعكس كثيراً نجاحها كلما تكون كل الأطراف جاهزة لها ويمكن أن نحقق حلولاً عادلة في الشرق الأوسط كما حدث في الأردن ومصر وكما قال الرئيس أوباما إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بعملية السلام وتحقيق السلام الشامل في المنطقة ونحن جميعاً نبحث عن حل مشاكل الفلسطينيين ولكننا يجب أن نعي أن إسرائيل دولة صديقة للولايات المتحدة ولدينا صداقات أخرى في المنطقة وفيما يتعلق بالجانب النووي نرى أن الأنشطة الإيرانية مهددة وخطيرة للمنطقة واستقرارها .. لكننا نؤيد استخدام هذا النوع من الأنشطة للأغراض السلمية . . مشيرة الى ان إيران وقعت على اتفاقية منع الانتشار النووي ولكن أنشطتها جعلت الناس تشك في نواياها .. ولابد لهم أن يثبتوا للعالم عكس ذلك .. وحول استمرار النظرة الامريكية والغربية للعرب والمسلمين على انهم ارهابيون ومحاولات الاعلام الغربي الصاق تهمة الارهاب بالدين الاسلامي قالت سكوبي إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لن تنظر أبداً للمجتمعات المسلمة على أنها جماعات إرهابية، ولدينا احترام كامل للإسلام، ولدينا كثير من المساجد في أمريكا كما نرحب بالجاليات الإسلامية... وأشجع المسلمين على زيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومرحباً بهم في أمريكا. وحول الوضع في العراق قالت ان الرئيس اوباما أوضح للشعب العراقي أننا لا نسعى لإقامة أية قواعد في العراق أو لمطالبة العراق بشيء من أراضيه أو موارده وانه يجب ان يتمتع العراق بسيادته الخاصة ..ولذا احترمنا الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي والذي اقتضى سحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول شهر يوليو الحالي وكذلك سحب جميع قواتنا بحلول عام 2012. يذكر أيضا ان مارجريت سكوبي قد عملت نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الأمريكية في الرياض خلال الفترة من سبتمبر 2001 إلى نوفمبر 2003