اذا كنت تريد ان تحس بالالم الذي يشعر به كثير من الامريكيين السود الذين انقطعت علاقتهم بافريقيا فما عليك الا ان تستمع الى صيحات الفرحة عندما تمكن مواطنون سود من سد هذه الفجوة باستخدام تحليل الحمض النووي لتتبع أصولهم حتى بلد معين. وقالت فيرونيكا هنري من لاس فيجاس التي استقالت من وظيفتها بشركة لتكنولوجيا المعلومات وانشأت موقعا على الانترنت بعدما علمت في عام 2007 ان نسب والدتها يرجع الى منطقة ميندي في سيراليون "لقد انقلبت حياتي رأسا على عقب". وقالت ستيفاني سميث من راندالستاون بولاية ماريلاند بعدما اكتشفت ان اصولها تعود الى سيراليون "اشعر اخيرا ان الفجوة بيني -- بصفتي امريكية افريقية -- وبين الافارقة الاخرين بدأت تتلاشى جزئيا." وقال اخرون ان التوقع اصابهم بتوتر بالغ عندما كانوا يفتحون المظروف الذي يحتوي على نتائج اختبارات الحمض النووي التي قد تكشف تسلسل نسبهم. ومنذ ان جعلت خرائط الحمض النووي من الممكن رصد سلسلة النسب اجرى عشرات الاف الاشخاص في انحاء العالم هذه الاختبارات. لكن العملية اثارت اهتمام الامريكيين الافارقة على وجه الخصوص لانها تقدم لهم ما يمكنهم من التغلب على الانفصال القسري عن بلدهم الاصلي. وبالنسبة لكثير من الافارقة ستمثل زيارة باراك اوباما الى غانا التي بدأت امس الاول الجمعة عودة الى الوطن لاول رئيس امريكي افريقي وسيكون محل ترحيب باعتباره ابن افقر قارات العالم الذي حصل على سلطة عالمية. ويشمل تراث اوباما كينيا وجاء والده الى الولاياتالمتحدة كطالب اجنبي لكن الجولة ستولد اهتماما ايضا بنجاح افارقة اخرين في تعقب جذورهم. ومن آثار تجارة الرقيق التي ازدهرت في الفترة بين القرنين السابع عشر والعشرين ونقل خلالها نحو عشرة ملايين افريقي الى نصف الكرة الغربي بينهم اربعة ملايين الى الارض التي اصبحت الان الولاياتالمتحدة ان الامريكين السود لم يعرفوا على الاطلاق من اي جزء من افريقيا أتوا. وقالت سميث عن خبرتها قبل تعقب جذورها "كنت اشعر دائما اني مثل الشيء المزيف او الدخيل اذا حاولت الانضمام او المشاركة في مهرجانات تراثية او مؤتمرات ثقافية تركز على مكان معين في افريقيا مثل غانا او السنغال او كينيا." واضافت "الان اشعر ان لدي انتماء." وتحاول فيرونيكا هنري اضفاء الطابع الرسمي على عودة صلتها ببلدها الاصلي عبر التقدم للحصول على جنسية سيراليون الى جانب جنسيتها الامريكية. وتقول شركة افريكان انسيستري انها اجرت بنجاح 15 الف اختبار منذ انشائها في عام 2003 لكن لان الجينات الخاصة بالنسب من جهة الام تمتد لجميع الاناث في العائلة فإنها تقدر ان 100 الف امريكي يعرفون الان جذورهم الافريقية. ويهتم الباحثون الان ببيانات الحمض النووي لمساعدتهم في توضيح من اين أتى الرقيق. وقالت جينا بيج مؤسسة الشركة ان الاختبارات تظهر تطابقا في 27 دولة افريقية رغم ان معظمها يشيع في شعبي الهوسا والفولاني في شمال نيجيريا وجماعتي تيكار وباميليكي من الكاميرون.